للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون من فَسَادهم أمْرٌ عظيم، فيَنْتهون إلى مَدِينَةٍ يُقالُ لها آمِد، فيغلبونَ عليها، فيَفْزَع النَّاس منهم ويَدْخلُون في حُصُونهم، ثمّ يَنْتهونَ إلى مَدِينَةٍ يُقالُ لها الرَّقَّة؛ مَدِينَةٌ يَجْري على بابها نَهْرٌ من الجَنَّة، فيغلِبُونَ على مَدِينَةٍ إلى جانبها يُقالُ لها الرَّقَّة السَّوداء، فيَسْتَبيحونَ ذَرَاري المُسْلِمِيْن وأمْوالهم، فتَنتهي طائفةٌ منهم إلى نَواحي من نَواحِيها، فَتَسْبي نساءَ عَيْلَان فيَغْضَب لذلك رَجُلٌ من بني سُلَيم، خَميْصُ البَطْن، أخْوَصُ العَيْن، يُقالُ لهُ فُلَانٌ، ويَخْرج حَيٌّ من بني عُقَيْل، فيلحقُون فيدْرکونَهُم، فيَسْتَنقذُونَ ذَراري المُسْلِمِيْنَ وأموَالهم.

يا عليّ، رَحم اللهُ بَني سُلَيم، يُقْتَل منهم الثُّلُثُ، ويبْقَى الثُّلُثان، ثمّ يَنْتهونَ من فَوْرهم ذلك إلى مَدِينَةٍ يُقالُ لها مَلَطْيَة؛ قد غَلَب عليها العَدُوّ.

يا عليّ، رَحم الله بني سُلَيم يُقْتَل منهم الثُّلثَان، ويبْقَى الثُّلُث. يا عليّ، رَحم اللهُ بني عُقَيْل؛ يُقْتَل منهم الثُّلُث ويبْقَى الثُّلثان.

يا عليّ، إنَّ في بَني سُلَيم خَمْس خصَال، لو أنَّ خَصْلَةً منها في جميع العَرَب لافْتَخرت بها، إنَّ فيهم من خَصَبَ القِرَى، وفيهم ثالث ثَلاثةٍ، وفيهم مَنْ نزلَتْ بَراءَتُه من السَّماء، وفيهم مَن نصَر اللهَ ورَسُولَهُ، وفيهم من الثَّلاثة الّذين خُلّفُوا. يا عليّ، لو أنَّ خَصْلَةً منها في جَميع العَرَب لافْتَخَرت بها. يا عليّ، لو مالَت العَرَبُ فرقَتَيْن، فكانت فِرْقةٌ منها بني سُلَيم لمِلْتُ مع بني سُلَيم. يا عليّ، إنَّ العَرَب كُلَّها تَخْتَلفُ في حُكْمِهم، وإنَّ بني سُلَيم على الحَقّ. يا عليّ، حِبَّ بني سُلَيم، فإنَّ حُبَّهُم أمان وبُغْضَهُم نفاقٌ، يا عليّ لا تُخْبرهم بما أخْبرتُكَ بهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>