أنْبَأنَا أبو القَاسِم بن الحَرَسْتانيّ، عن أبي مُحمَّد عَبْد الكَريم بن حَمْزَة، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن أبي الحَدِيْد، قال: أخْبَرَنا جَدِّي أبو بَكْر، قال: حَدَّثَنا أحمد بن مُحمَّد بن سَعيد بن خَالِد الخُشَنِيّ، قال: حدَّثَنا أبو عَليّ الحَسَنُ بن عَوَانَة الكِلابِيّ، من كَفْر بَطْنا، قال: حَدَّثَنا مُحمَّد بن نَصْر النَّيْسَابُوريّ، قال: حَدَّثَنا مُحمَّد بن بَدْرٍ المَلَطيّ، قال: حدَّثَنا كَثِيْر بن الرَّبِيْع بن مَرَازِم السُّلَمِيّ، قال: حَدَّثنا سُفْيانُ بن عُيَيْنَة، عن الزُّهْرِيّ، عن أنَس بن مالِك، قال: قال رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم (a): يا أنس، لا تُؤْذِن عليَّ اليَوْم أحَدًا، فجاءَ أبو بَكْر فاسْتأذَن فلَم يُؤْذَن له، ثمّ جاءَ عُمَر فاستأذَن فلَمْ يُؤْذَن له، ثمّ جاءَ عليّ فاسْتأذَن فلم يُؤذَن لَهُ، فرجع عليّ إلى رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مُغْضَبًا، فدخَلَ عليه الحُجْرَة، والنَّبيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يُصَلِّي، فجلَسَ عليٌّ مُحْمَرّ قفَاه، فلمَّا انْصَرفَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم أخَذ برَقَبته، فقال له: يا عليّ، لعلَّكَ أمْكَنْتَ الشَّيْطانَ من رَقبتك، قال: وكيفَ لا أَغضَبُ وهذا أبو بَكْر صاحبُكَ ووَزِيرك اسْتأذنَ عليك فلم يُؤْذن له، وهذا عُمَرُ بن الخَطَّاب صاحبُكَ ووَزِيرُك اسْتأذنَ عليكَ فلم يُؤذَن له، وأنا ابنُ عمَّكَ وصهْرُكَ اسْتأذَنْتُ عليك فلم يُؤْذَن لي، وجاءَك رَجُلٌ من بني سُلَيم فأذنْتَ له!
فقال له: اسْكُتْ يا عليّ، يأبَى اللهُ لسُلَيم إلَّا حُبًّا. يا عليّ، إنَّ جِبْرِيل أمَرَني أنْ أدفَع الرَّايةَ إلى بَني سُلَيم. يا عليّ، إنَّ لله ملائكةً سيَّاحين، مُشَبَّهين برجالٍ من بَني سُلَيم، يتصَفَّحُون وُجُوهَ بني سُلَيم فإذا لقِيْتُم الشَّيْخَ الكَبير منهم، فسَلوهُ أنْ يَدْعُو الله لكُم؛ فإنَّه تسْتَجابُ دعْوتهُم. يا عليّ، إنَّ بني سُلَيم رضَى الإسْلام. يا عليّ، إنَّ بني سُلَيم رِدْءُ الإسْلام. يا عليّ، إنَّ اللهَ ادَّخرَ بني سُلَيم إلى آخر الزَّمان. يا عليّ، إنَّه إذا كان في آخر الزَّمان يَخْرُج من النَّواحِي معهم أحْياء من العَرَب من عكٍّ وسُلَيم وبَهْرَاء وجُذَام وطَيّء، فيَنْتهُونَ إلى مَدِينَةٍ يُقالُ لها نَصِيبِيْن،