للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَاف بن قُضَاعَة. فحدَّثَنِي بعضُ ولد يَزيد بن حُنَين الطَّائِي الأَنْطَاكِيّ عن أشياخِهم أنَّ جَمَاعَةً من أهْل ذلك الحاضر أسْلَمُوا في خِلَافَة المَهْدِيّ، فكتب على أيديهم بالخُضْرَةِ: قِنَّسْرِيْن.

قُلْتُ: وهذا يُوهم أن بَنِي سَلِيْح من تَنُوخ، وليس كذلك، بل تَنُوخ يجمعها تَيْم اللَّات بن أسَد بن وَبْرة بن تَغْلِب بن حُلْوَان، وقيل ولده فَهْم بن تَيم اللَّات، وَسَلِيح تجتمع مع تَنُوخ في حُلْوَان، جَدّ جَدهم.

ومن سَلِيْح: الضَّيْزَن بن مُعَاوِيَة بن العبيد بن الأجْرام (a) بن عَمْرو بن النَّخَع ابن سَلِيْح بن حُلْوَان، وكان مَلَكَ الجَزِيرَة وقِنَّسْرِيْن.

وقال البَلاذُرِيُّ (١): وكان بقُرْب مَدِينَة حَلَب حاضِرٌ يُدْعَى حاضِر حَلَب، يجْمَعُ أصْنافًا من العَرَب من تَنُوخ وغيرهم، فصَالَحهم أبو عُبَيْدَة على الجِزْيَة، ثمّ إنَّهم أسْلَمُوا بعد ذلك، فكانُوا مُقِيمين وأعْقابهم إلى بعد وَفاة أمير المُؤمنين الرَّشِيد، ثمّ إنَّ أهْل ذلكَ الحاضِر حاربوا أهل مَدِينَة حَلَب، وأرادوا إخراجهم عنها، فكتب الهاشميُّون من أهلها إلى جميع من حولها من قَبَائِل العَرَب يَسْتَنْجدُونهم، فكان أسبَقَهم إلى إنجادهم وإغاثتهم العبَّاس بن زُفَر بن عَاصِم الهِلَاليّ بالخؤولَة؛ لأنَّ أُمّ عَبْد اللهِ بن العبَّاس لُبَابَةُ بنتُ الحَارِث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم الهِلَاليَّة، فَلَم يكُن لأهْلِ ذلك الحاضِر به وبمَن معه طاقَةٌ، فأجْلَوهُم عن حاضِرهم، وأخْرَبُوه وذلك في أيَّام فِتْنَة مُحمَّد بن الرَّشِيد، فانْتَقَلوا إلى قِنّسْرِيْن، فتلقَّاهم أهلُها بالأطْعِمَة والكُسَاء، فلمَّا دَخَلُوها أرَادوا التَّغَلُّب عليها فأخْرجُوهم عنها، فتَفَرَّقُوا في البلاد، فمنهم قومٌ بتَكْرِيت قد رأيتُهم، ومنهم قومٌ بأرمِينيَّة وفي بُلْدانٍ كَثِيْرة مُتباينة.


(a) القلقشندي: نهاية الأرب في أنساب العَرَب ٧٠: العبيد بن الأبرص بن عَمْرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>