سَنة تسْع عشرة وثَلاثِمائة، وقد وَلِيَ اللَّاذقيَّة بعد ذلك إبْرَاهِيم بن عليّ بن إبْرَاهِيم ابن الفُصَيْص، ثمّ صاروا إلى حَلَب، وصار منهم كُتَّاب، وانقرض عَقِبهُم، وإليهم يُنْسَبُ دَرْب الفُصَيْصِيّ بحَلَب.
وحكى كَثِير بن أبي صابِر القِنَّسْرينيّ، قال: كنت يومًا عند إسْحَاق بن قُضَاعَة التَّنُوخيّ، فدَعا بسُيُوف فجَعَل يُقَلِّبُها، فقال لي: يا كثير، هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صِفِّين، وهي عندنا مُذَّخَرَةٌ (a) حتَّى يقوم القائم من آل أبي سُفيان، فنُقاتل بها معه.
ومنهم بنُو السَّاطِع، واسمه النُّعْمَان بن عَدِيّ بن عبد غَطَفَان بن عَمْرو بن بَريح ابن جَذِيمَة بن فَهْم بن تَيْم اللَّات، ونزلوا معرَّة النُّعْمَان، وعَقِبهم بها إلى يومنا هذا.
وكان للسَّاطع بنُون ثلاثة: أسْحَم، وعدِيّ، وغَنْم، فأمَّا أسْحَم فينتسب إليهِ من أهل معرَّة النُّعْمان: بنُو سُلَيمان، وفيهم جَمَاعَة من العُلَماء والفُضَلَاء منهم أبو العلاء أحْمَد بن عَبْد اللهِ بن سُلَيمان بن مُحمَّد بن سُلَيمان بن أحْمَد بن سُلَيمان بن داود بن المُطَهَّر بن زياد بن رَبِيعَة بن الحَارِث بن رَبِيعَة بن أنور بن أرْقَم بن أسْحَم -وقيل: أنور بن أسْحَم- ابن النُّعْمَان بن السَّاطِع بن عَدِيّ بن عبد غَطَفَان بن عَمْرو بن بَريح بن جَذِيمَة.
وينتسب إليه أيضًا من أهل مَعَرّة النُّعْمَان بنُو أبي حَصِيْن؛ وهو أبو حَصِيْن القاضِي، واسمُه عَبْد اللهِ بن المُحَسِّن بن عَبْد اللهِ بن مُحمَّد بن عَمْرو بن سَعِيد بن مُحمَّد ابن داود بن المُطَهَّر، وفي داود يجتمع بنُو سُلَيمان وبنُو أبي حَصِيْن.
وأمّا عَدِيّ بن السَّاطع؛ فينتسبُ إليهِ من أهْل معرّة النُّعْمَان بنُو المُهَذَّب، وهو المُهَذَّب بن مُحمَّد بن هَمَّام بن عَامِر بن عَامِر بن مُحارِب بن نُعَيْم بن عَدِيّ بن عَمْرو بن عَدِيّ بن السَّاطِع.