للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُسْتَبطئٌ قُدُوْمَهُم، مُتأسِّفٌ على تَسْريحه إيَّاهم، إذ أتى مُبَشِّرٌ (a) ، بقدوم الأَشْتَر، وجاء الأَشْتَر فحدَّثَهُ بحديثِ ما كان من أمرهم ولقائهم ذلك الجَيْشَ، وهزيمتهُم إيّاهم، وما صَنَع اللهُ لهم، ولم يَذْكر مُبارزتَهُ الرُّوميّ وقَتْلِه إيَّاهُ حتَّى أخْبرَهُ غيره، وسألَه عن مَيْسَرة بن مَسْرُوق وأصحَابه، فأخبَرَهُ بالوَجْهِ الَّذي توجَّه فيه، وأخبره أنَّهُ لم يَمْنَعهُ من التَّوجُّهِ معه بأصحَابه إِلَّا الشَّفَقة على أصحابه أن يُصَابُوا بعدما ظفروا، فقال: قد أحسَنْتَ، وما أُحِبُّ الآن أنَّك معهم، ولودَدتُ أنَّهم كانُوا مَعَك.

قال (١): وأقام حتَّى قَدِمَ عليه مَيْسَرة بن مَسْرُوق، وكتب كتابًا أمَانًا للنَّاس من أهل قِنَّسُرِيْن، ثمّ أمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادى: الرَّحيل إلى إيْليَاء، وقدّم خَالِد بن الوَلِيد على مُقَدِّمته بين يديه، وأقْبل يَسيرُ حتَّى انتَهى إلى حِمْصَ، فبَعَث على حِمْص حَبِيب بن مَسْلَمَة القُرَشِيّ، وأرض قِنَّسْريْن إذ ذاك مَجْمُوعة إلى حِمْص، وإنَّما سُمِّيَتْ حِمْص الجُنْد المُقَدَّم لأنَّها كانت أدْناها من الرُّوم ومن دِمَشْق والأُرْدُنّ وفِلَسْطين وهُنَّ كُلَّهن وراءها.

أَخْبَرَنَا أبو عَلىّ الأوَقِيّ، قال: أَخْبَرَنَا أبو طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أبو الحُسَيْن، قال أَخْبَرَنَا أبو إسْحَاق الحَبَّال، قال: أَخْبَرَنَا أبو العبَّاس مُنير بن أحْمَد، قال: أَخْبَرَنَا عليّ ابن أحْمَد، قال: حَدَّثَنَا أبو العبَّاس الوَلِيد بن حَمَّاد الرَّمْليّ، قال: أَخْبَرَنَا الحُسَيْن بن زِيَاد، عن أبي إسْمَاعِيل البَصْرِيّ (٢)، قال: وحَدَّثَنِي عُمَر (b) بن عَبْد الرَّحْمَن أنَّه حين خَرَجَ من أَنْطَاكِيَة -يعني هِرَقْل- أقْبَل حتَّى نَزَل الرُّهَا، ثمّ منها كان خُرُوجُهُ


(a) فتوح الأزدي ٣٥٠ وفتوح الوَاقِدِيّ ٢١٧ والإكتفاء ٢/ ١: ٢٧٦: فبُشر.
(b) في "ك" وفتوح الأزدي ٣٤٦ والإكتفاء للكلاعي ٢/ ١: ٢٧٥: عَمْرو، ولم نهتد لمعرفته، والمثبت هو ما ورد في الأصل، ومثله في فتوح الشَّام للواقدي ٢١٣، وكذا في إحدى نسخ فتوح الأزدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>