للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَعْقَاع بن عَمْرو من حِمْص راسَلَتْ طائِفَة من تَنُوخ خالِدًا ودلُّوه (a) وأخْبرُوه الخَبَر، فأرْسَل إليهم: إنِّي والله لولا أنِّي في سُلطان غَيري ما باليت أقللْتُم أم كَثرتم، أو أقَمْتم أو ذَهَبْتُم، فإنْ كُنتم صَادِقين فانْفَشُّوا كما انفَشَّ أهل الجَزِيرَة، فسَامُوا سَائر تَنُوخ ذلك، فأجابُوهم، وراسلوا خَالِدًا: إنَّ ذلك إليك، فإنْ شِئْتَ فعَلْنا، وإنْ شئت أنْ تَخْرُجَ علينا فنَنْهزم بالرُّوم، فقال: بل أقيموا فإذا خَرَجنا فانْهزموا بهم؛ وقال المُسلِمُون لأبي عُبَيْدَة: قد انْفَشَّ أهل الجَزِيرَة، وقد نَدِم أهل قِنَّسْرِيْن ووَعَدُوا من أنفسِهم، وهُم العَرَب، فاخْرج بنا -وخَالِد ساكت- فقال: ما لَكَ يا خَالِد لا تتكلَّم؟ فقال: قد عَرفتَ الّذي عليه (b) رأيي فلم تَسْمَع من كلامي، قال: فتكلَّم فإنِّي أسْمع منك وأطيعك، قال: فاخْرج بالمُسْلِمِيْن؛ فإنَّ الله قد نقَص من عدّتهم، وبالعَدَد يقاتلُون، وإنَّما نُقاتِل منذ أسْلمنا بالنَّصْر فلا تَجْفلْكَ كَثْرتهم.

وقال السَّرِيّ: حَدَّثَنَا شُعَيْب، قال: حَدَّثَنَا سَيْف، عن أبي عُثْمان يَزِيد بن أُسَيْد الغَسَّانِيّ، عن أبيه، عن خالِد وعُبَادَة والرَّبيع (c) بن النُّعْمان النَّصْرِيّ، عن عَلْقَمة بن النَّضْر بن عَلْقَمَة النَّضْريّ، قالوا: فجمَع أبو عُبَيْدَة النَّاس، فحَمَد الله وأثْنَى عليه، وقال: أيُّها النَّاس، إنَّ هذا يَوْم له ما بعده، لعلَّ مَنْ حَيى منكم أنْ يَصْفُوَا مُلْكهُ وقراره، وأمَّا مَن ماتَ منكم فإلى الجنَّة فإنَّها هي الشَّهادَةُ، فأحْسنُوا بالله الظَّنَّ، ولا يُكَرِّهن إليكُم المَوْتَ أمرًا اقْتَرفه أحدُكُم دونَ الشِّرك، تُوبُوا إلى الله [. . .] (d) وتعَرَّضوا للشَّهادَةِ، فإنِّي أشْهَدُ -وليسَ أوَانُ الكَذِب-


(a) من قوله "وكتب إلى سعد. . . ودلوه" استعصى على ناسخ "ك" قراءته فتركه فراغًا.
(b) غير واضح في الأصل، وتركه بياضًا في "ك"، والمثبت من زبدة الحلب ١: ٥٠، وفي الإكتفاء للكلاعي ٢/ ١: ٢٢٠: "قد عرفت الَّذي كان من".
(c) كذا ويمكن أن تكون عن الربيع.
(d) كلمة غير مقروءة، وهي غير موجودة في الإكتفاء للكلاعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>