للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الزِّيادَةِ بخَطِّي في حَوَاشِيها، وها أنا أذْكُرُ من الأبْيَاتِ والشَّرْحَ في هذه القَصِيدَة ما - تَضَمَّن ذِكْرَ أبي العَلَاء سَعيدٍ على صُوْرتِه، قال بعد هذين البَيْتَيْن، أعْني ابن خَالَوَيْه .. ".

وفي تَرْجَمَةِ زَيْد بن عَدِيّ بن حَاتِم الطَّائيّ (الجزء التَّاسِع):

"ويُرْوَى لزيدٍ شِعْرٌ قَرَأتُه في كِتاب صِفِّين، من نُسْخَةٍ قَدِيْمَةٍ لَم أظْفَرْ باسْم جَامِعها، قال في اليَوْم السَّادِس من صِفِّيْن:".

ويَظْهرُ من خِلَالِ إفادَاتِ ابن العَدِيْم، ومنها الشَّواهِدُ المُباشِرَةُ المُتقدِّمة، مَعْرفتُهُ الوَاسِعةُ بالخَطِّ العَرَبيّ ومَدارسِه القَديمة، وتقدَّمَ - عند تَعْدادِ مُؤلَّفاته - ذِكْرُ كتابِه الَذي صَنَّفَهُ في الخَطِّ وعُلُومِهِ، ويأتي كذلكَ الكَلامُ على حُسْنِ خَطِّهِ وجَوْدَتِه، وقد وَظَّفَ هذه المَعْرفةَ في بَيانِ المَصادِر الَّتي اعْتَمدَ عليها، فهو يشُيرُ إلى مَصادِره الَّتي نَقَلَ عنها بخُطُوطِ أصْحابِها، ككتابِ الرَّبيعِ بِخَطِّ مُؤلِّفِهِ غَرْس النِّعْمَة مُحمَّد بن هِلَال بن المُحَسِّن، ورِحْلَة ابن جُبَيْر بخَطِّ الرَّحَّالةِ نفسِه، وكتاب القاضِي أبي عَمْرو الطَّرَسُوسِيِّ، وخَطِّ صَدِيْقِه ياقُوت الحَمَويّ في كتابِهِ مُعْجَم البُلْدان، وكتابِ "المُؤَصَّلِ على الأصْل المُوَصَّل" ومُخْتَصَره: تاريْخ حَلَب الصَّغير؛ كلاهُما لأبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ، وبَخطِّه، وتاريخ أبي الحُسَين عليّ بن المُهَذَّب التَّنُوخِيّ المَعَرِّيّ، بخَطِّ مُؤلِّفِه، وذَكَرَ ابنُ العَدِيْم كيف تَحصَّلَ على النُّسْخَةِ "حَمَلَهُ إليَّ بعضُ عَقِبه"، وكتابُ الجوهَرِ المَكْنون لمحمَّد بن أَسْعَد الجوَانِيّ النَّسَّابَة بخَطِّه، وكتابُ البِدَايَةِ والنِّهاية لأبي الحَسَن عليّ بن مُرْشِد بن عليّ بن مُقَلِّد بن نَصْر بن مُنْقِذ بخَطِّه، وهو كتابٌ في التَّاريخ نَقَلَ عنه ابن العَدِيْم تسعَ عَشرة مرَّة، ولم أقِفْ على ذِكْرٍ لهذا الكتابِ عند سِوَاه.

ويُشِيرُ إلى مَصادرَ أُخْرَى نَقَلَ عنها وكُتِبَتْ بخُطُوطِ نسَّاخ (ورَّاقين) مُعْتَبَرين، على دَرَجَةٍ من الوَثاقَة، فنُسْخَةُ كتاب فُتُوح البُلْدان للبَلاذِريّ الَّتي كانتْ بين يَدَيه،

<<  <  ج: ص:  >  >>