للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): واجْتمعتُ بعد مَوتِ المُتَنَبِّي بسِنين مع القَاضِي أبي الحَسَن ابن أُمِّ شَيْبَان الهاشِميِّ (a) الكُوْفيِّ، وجَرَى ذِكْر المُتَنَبِّي، فقال: كُنتُ أعْرفُ أباهُ بالكُوفَة شَيْخًا يُسَمَّى عِيْدَان، يَسْقِي على بَعِيْر له، وكان جُعْفِيًّا صَحيْحَ النَّسَب.

قال: وقد كان المُتَنَبِّي لمَّا خَرَجَ إلى كَلْب وأقام فيهم، ادَّعَى أنَّهُ عَلَوِيٌّ حَسَنيٌّ (b)، ثمّ ادَّعَى بعد ذلك النُّبُوَّة، ثمّ عاد يَدَّعِي أنَّهُ عَلَويٌّ، إلى أنْ أُشْهِدَ (c) عليهِ بالشَّام بالكَذِب في الدَّعْوَتَيْن، وحُبِسَ دَهْرًا طَويلًا، وأشْرَف على القَتْل، ثمّ اسْتُتِيْبَ وأُشْهِدَ عليه بالتَّوْبَةِ وأُطْلِقَ.

قَرأتُ بخَطِّ عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن أبي الجُوْعِ الوَرَّاق المِصْرِيّ: سألتُ أبا الطَّيِّب المُتَنَبِّي أحْمَد بن الحُسَين بن الحَسَن عن مَوْلدِه ومَنْشَئهِ، فقال: وُلدتُ بالكُوفَة سنَة ثَلاثٍ وثلاثِمائة في كِنْدَة، ونَشَأتُ بها، ودَخَلْتُ مَدِيْنَة السَّلام، ودُرْتُ الشَّام كُلَّه سَهْلَهُ وجَبَلَهُ.

أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِيْز بن مَحْمُود بن الأخْضَر البَغْدَاديُّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا الرَّئِيسُ أبو الحَسَن عليّ بن عليّ بن نَصْر بن سَعيد البَصْرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو البَرَكَاتِ مُحَمَّد بن عبد اللهِ بن يَحْيَى الوَكِيل، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أَيُّوب بن الحُسَين بن السَّارْبَان، قال: وُلد أبو الطَّيِّب أحْمَدُ بن الحُسَين بن الحَسَن المُتَنَبِّي بالكُوفَة في مَحَلَّةِ كِنْدَة، سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثِمائة، وقال الشِّعْرَ وهو صَبيٌّ في المَكْتَب.

وقَرَأتُ في بَعْض النُّسَخ من شِعْره أنَّ مولدَهُ قيل على التَّقْريب لا على التَّحقِيق.


(a) المقريزي: المقفى ١: ٣٦٨: القاضي أبي الحُسَيْن شيبان الهاشميّ، والمثبت موافق لنشوار المحاضرة وتاريخ بَغْدَاد.
(b) المقريزي: المقفى ١: ٣٦٨: حسينيّ، وذكر الأستاذ مَحْمُود شاكر أن انتسابه للحسين هو الصواب المحض. انظر: كتاب المُتَنَبِّي ٦١٣.
(c) الأصل: أَشْهَدَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>