للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرَأتُ في تاريخ أبي عبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ الحَلَبيِّ (١)، وأخْبَرَنَا به المُؤيَّد بن مُحَمَّد الطُّوْسيُّ إجَازَةً عنه، قيل إنَّهُ ولد -يعني المُتَنَبِّي- سَنَة إحْدَى وثَلاثِمائة، والأوَّل أصَحّ، واللهُ أعْلَمُ.

أخْبَرَنا أبو الدُّرّ يَاقُوت بن عَبْد الله الحَمَوِيّ (٢)، قال: ذَكَرَ أبو الرَّيْحان مُحَمَّدُ بن أحْمَد البَيْرُونيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّه: أنَّ المُتَنَبِّي لمَّا ذَكَرَ في القَصِيدَة الّتي أوَّلها: [من الكامل]

كُفِّي أرَاني وَيْكِ لَوْمَكِ أَلْوَمَا (٣)

النُّور الّذي يُظَاهِر لاهوتيّته في ممدُوحه، وقال: [من الكامل]

أنا مُبْصِرٌ وأظُنُّ أنّي حَالمٌ (٤)

ودارَ على الأَلْسن، قالوا: قد تَجَلَّى لأبي الطَّيِّب رَبُّه، وبهذا وقَعَ في السِّجْن والوثَاق الّذي ذَكَرهُ في شِعْره: [من المتقارب]

أيا خَدَّدَ اللهُ وَردَ الخُدُودِ (٥)

ولم يَذْكُر سَبَبَ لَقَبهِ -على صِدْقه- وإنَّما وَجَّهَ له وَجْهًا ما، كما حَكَى عنهُ


(١) كتاب العظيمي الَّذي ينقل عنه ابن العديم اسْمُه "المُؤصّل على الأصل الموصَّل"، وهو كتاب مفقود، ولم ترد الإشارة إلى مولد المُتَنَبِّي في كتاب العظيمي المختصر في السنة المذكورة، بينما ذكر ذلك في أحداث سنة ٣٠٣ هـ بدون لفظة التضعيف "قيل". انظر: تاريخ حَلَب ٢٨٠.
(٢) لم أجده في مؤلفات ياقوت، ولا عند أبي الريحان البيروني.
(٣) ديوانه بشرح العكبريّ، ٤: ٢٧، وعجز البيت:
هَمٌّ أقامَ على فؤَادٍ أنْجما
(٤) ديوانه بشرح العكبريّ، ٤: ٣٢، من ذات القصيدة السابقة، وعجز البيت:
مَنْ كانَ يَحْلُمُ بالإله فأحْلُما
(٥) ديوانه بشرح العكبري ١: ٣٤١، ويدرج ابن العديم قريبًا أبياتًا من هذه القصيدة التي منها هذا الصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>