للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن العديم من بيت جاه وثروة ومال (١)، يلتمس هذا من كلام ابن العديم في بعض المواضع من كتابه؛ ففي كلامه على مَعَرَّة مَصْريْن يقول (الجزء الأول):

"ويقال إنها هي التي تُعْرفُ بذات القصور، وكان أكابر حلب وأعيانها يرغبون في اقتناء الأملاك بها، واتخاذ الدور والمنازل فيها، وكان فيها لسلفنا أملاك وافرة، خرج عنا بعضها، وبقي البعض".

وكانت لهم قُرَىً وضِياعٌ أخرى في العديد من مناطق حلب، يقول (الجزء الأول):

"وبناحية الجَزْر من أعمال حلب، بالقرب من مَعَرَّة مَصْرِيْن، قرية يقال لها يَحْمُول، ولنا فيها ملكٌ نتوارثه عن أجدادنا من حدود الثلاثمائة للهجرة".

وذكر في الجزء الأول أيضا:

"ومن بني بُحْتُر فرقةٌ بأُوْرِم الكبرى من قرى حلب، وكان بأُوْرِمَ مزرعة يقال لها البُحْتُرِيَّة منسوبة إليهم، وقد دَثَرتْ وانضافت إلى أُوْرِم. رأيت كتابا من كتب أجدادنا وقد اشتري حصة في هذه البُحْتُرِيَّة من بعضهم".

ويذكر ابن العديم في موضع آخر أن سند الملكية الذي وجده في أوراق أسرته، والمتضمن حصة في قرية أُوْرِم، يعود إلى جده زهير بن هارون، وأنه أوقف حصته من القرية المذكورة على الجهاد في سبيل الله، يقول (الجزء الأول):

"ووقفت على كتاب وقف، كتبه جدُّ جدّ جَدِّي زهير بن هارون بن أبي جرادة، بحصة من ملكه بأُوْرِم الكبرى من ضياع حلب، على أن تستغل ويشترى من مَغُلّها فَرَسٌ تكون مقيمة بثغر طرسوس بدار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث، وتقام لها


(١) معجم الأدباء ٥: ٢٠٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>