للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العُلُوْفَة وأجرة من يخدمها، ويقام عليها فارس يكون مقيما بالدار المذكورة، يجاهد عليها عن زهير بن هارون، وما فَضُلَ من المَغُلّ يعد لنائبة إن لحقت هذه الفرس".

فمصدر تَوفُّرِ بني العديم على هذه الأملاك يعود إلى زمن جده الأول الذي تنحدر الأسرة منه، وهو زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة العقيلي الحلبي (ت نحو: ٣٤٠ هـ)، قال ابن العديم (الجزء التاسع):

"وأكثر الأملاك التي كانت لسلفنا بحلب: أُوْرَم الكبرى، ويَحْمُول، وأقْذَار، ولُؤْلُؤة، والسِّبْن، هو الذي اشتراها".

وانتقلت هذه الضياع والقرى بالتوارث حتى وصلت إلى يد والد الكمال، ثم إلى ابنه كمال الدين، ومن هذه القرى قرية تعرف بأقْذَار، كانت في ملك والده أبي الحسن أحمد، حسبما ذكر ابن العديم في كتابه (الجزء الثامن)، وحدد موضعها، وعرَّفَ بها بقوله (الجزء الرابع):

وهي قرية أيضا من قرى حلب، من ناحيتها القبلية، من أعمال السهول والنهريات والقبلية، وأكثر هذه القرية جارٍ في ملكي، والآن تسمى أقْذَار، وتسمى التي في وادي بُطْنَان أقذَارَان".

وقد نزل بهذه القرية وبات بها الأديب الكاتب يحيى بن خالد بن محمد القَيْسَرانيّ، فكتب منها إلى ابن العديم قصيدة يتشوَّقَهُ ويثني عليه (١).

وإضافة لما انتقل إلى ابن العديم بالمُوارثة من الأملاك، فقد تحصل، لاتصاله وقربه من الملوك والأمراء، على إقطاعات، وهو يشير في الجزء الأول من كتابه إلى قرية الهوتة، وأنها أقطعت له، وبقيت في يده حتى وقع استيلاء التتار


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٧: ٢٣٣ - ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>