للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخرين قَوْله: "إذا أقْلَبْنا حَوافر خُيولنا"، وفي مَوضعٍ آخر "أقْلبوا حَوافر خُيولهم"، فكَتَبَهُ كما وَجَدَه في المَوْضِعين، وعلَّق في الهامِشَيْن بما رآهُ وَجْهًا للصَّوَاب: "قَلَبنا" و"قَلَبُوا".

ومِثْلُه أيضًا في تَسْميَةِ مَعَرَّةِ مَصْريْن الَّتي وَرَدتْ في أُصُول كتابِ فُتُوح البُلْدان للبلَاذُريّ بإضافةِ ألف في وَسَطِها: معارَّة مَصْرين، فأثْبَتَها على الوَجْهِ الَّذي وَجَدَها فيه في كافَّةِ النُّقُولِ الَّتي أخَذَها عنه، وفي تَسْميَةِ عَزَاز وأعْزَاز، الَّتي ارْتَضاها هو بدُون أَلِف في أوَّلها حيثما يكُونُ القَولُ قَوْله، ويَكْتُبها بالألف إذا وَجَدَها في مَصْدره الَّذي يَنْقلُ عنه كتاريخ الأثاربيّ مثلًا، وتقييدِه لدَيْر طَيَايَا الَّذي يُقالُ فيه: دَيْر طَبَاثا؛ قال: "ونَقَلْتُه من خَطِّ بَنُوْسَة فيما نَقَلْتُهُ من كتابِ البَلاذُرِيّ كذلك بياءَيْن".

واقْتَرحَ ابنُ العَديم أحيانًا في هَامِش كتابِه تَصْويبات أو فُروقًا في الرِّواياتِ، وكَتَبَ فَوْقَها حَرْفَ (ح)، ولعلَّه: (خ) مُعْجمة، مَدْلُوله (نُسْخَة)، مثالُهُ فيما نَقَله عن ابنِ حَوْقَل في كَلامهِ على قِنَّسْرين وما فيها الرُّخْصِ والسَّعَةِ في الأسْعَارِ والخَيْراتِ، فكَتَبَ فَوْقَ كَلمةِ "الخَيْرات" رَمْزَ (ح)، وقيَّدَ بمُوازتِه في الهامِش: "والحيَوان، نُسْخة"، وأيضًا تَقْييده الحَرْفَ ذاته فَوقَ بعض الكَلماتِ من قَصِيدةٍ للصَّنَوْبَريّ في نَهْر قُوَيْق، وإذا لَم يكُنْ مَدْلُولها الفُروقُ بين النسَخ والرِّوايات فربَّما كانتْ عَلامَةً تَدُلُّ على أنَّهُ اسْتَصوبَ بَدِيلًا للَّفْظَةٍ وَجَدَة أجْوَد ممَّا في الأُصُول؛ أي أنَّ حَرْف (ح) عَلامةٌ على التَّحوبلِ لقارئٍ مُتَذوِّق!.

كما الْتَزَمَ ابن العَدِيْم بإثْباتِ حَرْفِ الحاء (ح) للدَّلَالةِ على التَّحْويلِ أو الانْتِقالِ إذا ما كان لذاتِ الحَديث أو الخَبَرِ المَرْويِّ سَنَدٌ آخرُ أو أكْثر، ممَّا هو مَعْرُوفٌ وشَائعٌ في الكُتُب الحَدِيثيَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>