مَن اتَّصَلَتْ له عَلاقةٌ بإقْليمِ حَلَب خلالَ القُرُون السَّبْعةِ الأُوْلَى من عُمْر الدَّوْلَةِ الإسْلاميّة. وهي مَصادرُ تَتَوزَّعُ بين المُشاهَدَةِ والمَقْرُوءةِ (المَكْتُوبة) والمَسْمُوعةِ، تاريخيَّةٍ وجُغْرافيَّةٍ وأدَبيَّةٍ وغير ذلك ممَّا يتَّصِلُ بغَرَضِ الكتاب.
غير أنَّ ما يَسْتَوجبُ الإشارةَ إليه هُنا، أنَّ كثيرًا من هذه المَصادر لَم تَصِلْنا إلَّا بوَسَاطَةِ المُتَبقِّي من كتاب ابن العَدِيْم، ومنها نُصُوصٌ طَويلةٌ من كُتُبٍ مَفْقُودةٍ، تقدَّمَ الإلْماعُ إلى بَعْضِها، ونَذْكرُ تاليًا أبْرزَ المَصَادرِ على وَجْهِ الانْتِقاءِ والإجْمالِ لا الاسْتِقْصَاء والتَّفْصِيل:
فمنها في حَقْلِ الجُغرافيَة:"كتابُ رِحْلة المُعْتَضِدِ لقِتَالِ خُمَارويه" الَّتي قيَّدَها مُرافِقُه ابنُ الطَّيِّب السَّرْخَسيُّ، ونُصُوصٌ مُتَقَطِّعَةٌ من كتابِ المَسَالك "العَزِيزيّ" للمُهَلبيّ، و"رِحْلةُ الطَّبِيْب ابن بُطْلَان"، و"كتابُ نُزْهَةِ النُّفُوس، وأُنْسُ الجلَيس" للفَيلَسُوف ابن الزَّيَّات، ورُوزنَامج مُحَمَّد في أحمد بن الحَسَن الكاتِب المُتَضمِّن رِحْلته من بلادِ أَذْرَبِيْجان إلى الحَجِّ وعَوْدِه منهُ، وكتاب أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن أحمد الجَيْهانِيّ في المسَالِك والممَالِك.
وكان من مَصادرِه في قِسْمِ التَّراجِم كتابُ تاريخ بَغْداد للخَطِيب البَغْداديّ، وكتابُ سَلَفهِ الحَافِظ ابنُ عَساكِر الآخذ فيه أيضًا عن الخَطِيبِ البَغْدادِيّ، وذُيُولُ كتابِ تاريخ بَغْداد: للسَّمْعانيّ ومُحِبّ الدِّين بن النَّجَّار، وكُتُبُ السِّيْرةِ، ومعاجمُ الشُّيُوخ، والمصَادرُ التَّاريخيَّة التَّقْليديَّة المُعْتَبرة كتاريخ الطَّبَريّ، وفُتُوح البُلْدان وأنْسَابِ الأشرَاف للبَلَاذُريّ، وتاريخ نَيْسابُور لأبي عَبْدِ الله الحاكِم، وهو كتابٌ كَبيرٌ مَفْقُودٌ، وَصَلَنا مُلَخَّصٌ له صَنَعَهُ أحمد بن مُحمّد المَعْرُوف بالخلَيْفة النَّيْسابُوريّ (كان حيًّا سَنَة ٧١٧ هـ)، لَم يتَضَمَّنْ من مادَّتِه إلَّا النَّزْرَ اليَسيرَ، ويُمْكَنُ القَولُ بمَزيدِ الاطْمئنان - بعدَ مُقارَنةِ نُقُولِ ابن العَديم من تاريخ الحاكِم - أنَّ التَّلْخِيصَ أقْرَبُ لفِهْرِست