للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسَيِّدِي الشَّيْخُ أبو العبَّاس المُمْتع (a)، أدَامَ اللهُ عِزَّهُ، في السِّنِّ ولَدٌ، وفي المَوَدَّةِ أخٌ، وفي فَضْلِه جَدٌّ أو أبٌ. وإنَّه في أدبهِ لكما قال تَعَالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} (١).

وإيَّاهُ عَنَى أبو يَعْلَى عَبْد البَاقِي بن أبىِ حَصِيْن بقولِه في أبياتٍ كَتبها إلى تِلْمِيْذه أبىِ اليُمْن مُحَمَّد بن الخَضِر المَعْرُوف بالسَّابِق بن أبي مَهْزُول المَعَرِّيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّ الشَّيْخ أبي الحَسَن عليّ بن عبْد الله بن أبي جَرَادَة الحَلَبِيِّ: [من الخفيف]

أيُّها السَّابِقُ الّذىِ سَبَقَ النَّا … سَ إلى المُعْجِزَاتِ يَوْمَ الرِّهَانِ

ذَهَبَ المُمْتِعُ الأدِيْبُ وخَلَّا … كَ أباهُ تَجْلُو غَرِيْبَ المَعَاني

لأنَّ أبا المُمْتِعِ اسْمُه خَلَف، فقال: ذَهَبَ المُمْتع وخَلَّاكَ خَلَفًا من بَعْده.

كتَبَتْ إلينا زيْنَبُ بنْتُ عبْد الرَّحْمن الشَّعْرِيّ من نَيْسَابُور أنَّ أبا القَاسِم مَحْمُود بن عُمَر الزَّمَخْشَرِيّ أخْبَرها إجَازَةً، وقرأتُهُ بخَطِّه في مُعْجَمِ أبي سَعْد السَّمَّان في الكُتُب المَوْقُوفة في مَشْهَد أبىِ حَنِيْفَة رَضِيِ اللهُ عنهُ، ظَاهِر بَغْدَاد، قال: حَدَّثَني الأُسْتَاذُ أبو الحَسَن عليُّ بن الحسُين بن مَرْدَك، قال: أخْبَرَنا الشَّيْخُ الزَّاهِدُ الحافِظُ أبو سَعْد إسْمَاعِيْل بن عليّ بن الحُسَين السَّمَّان إجَازَهً، قال: حدَّثَنَا أبو العبَّاس أحْمَدُ بن خَلَف المُمْتِعَ بقراءتي عليهِ بمَعَرَّة النُّعْمَان، قال: حَدَّثَنَا أبو الحُسَنِ مُحَمَّد بن أحْمَد الرَّقِّيّ الصُّوْفيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو هاشِم مُحَمَّد بن أحْمَد بن سِنَان بالمَوْصِل، قال: حَدَّثَنا جَدِّي، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن أَيُّوبَ بن أبي عِلَاجٍ، قال: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن عُتْبَةَ، عن يَحْيَى بن أبي كَثِيْر، عن أبي سَلمَة، عن أبيَ هُرَيْرَة، قال: قيل: يا رسُول الله، ما مُنْتَهى العِلْم الّذي إذا عَلِمه العَبْدُ كان عَالِمًا؟ فقال


(a) ضَبْطُه عند المعري: المُمَتعَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>