للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُرَى نَازِلًا بهِ كُلّ حين … مَن يرُومُ (a) الرّكُوبَ يُغْشَى ركابُهْ

طَالِبًا منهُ ما يَهُونُ عليهِ … وهو مُسْتَصْعِبٌ يَعِزُّ طِلَابُهْ

فكأنَّ المُلُوكَ تصْحَبُ للعِـ … ـزَّة في كَوْنها لدَيْهِ صِحَابُهْ

أدَّبَتْها وهذَّبَتْ رأيها الثَّا … قِبَ في كُلِّ مَذْهَبٍ آدَابُهْ

كُلُّ مَلِكٍ يَزينهُ عنهُ ما يَحْـ … ـفَظُ لا تاجُهُ ولا ألْقَابُهْ

لا يُرجِّيهِ للثَّوَابِ وإنْ كا … نَ جَزِيْلًا على العُفَاةِ ثَوابُهْ

وَرَعٌ يؤنسُ الجَلِيْسَ ولا يُؤْ … نَسُ منهُ إذا يَغِيْبُ اغْتِيَابُهْ

لم يُخَلِّف من طَوْلِ دنياهُ ما يُحْـ … ـسَبُ كيْلَا يَطُولَ فيه حسَابُهْ

أتَنُوخُ اعقري الجِيَادَ وحُطِّي … كُلَّ عالٍ على السُّهَا أَطْنَابُهْ

فلقَدْ راحَ واغْتَدَى ابنُ تُرَابٍ … بعدَ حُمْرٍ القِبَابِ سُوْدًا قِبَابُهْ

وإلى غير ما انْتَسَبْتِ إليَهِ … من بَني يعْرُبَ الكِرَام انْتِسَابُهْ

كُل يَوْم يُروْنَ في الحيّ كالحَوْ … م تَراغَى قُرومُهُ وسِقَابُهْ

لا تَظُنِّي حَوْلًا يَحْول فنلقَى (b) … قاضِيًا للأسىَ عليهِ انْقِضَابُهْ

واضْربي في البِلادِ طُولًا وعَرْضًا … أبدًا لن تُرَى بها أضْرَابُهْ

غَاب عنِ لدنها السِّنَانُ فما تُحْـ … ـدِثُ نفْعًا بعد السِّنَانِ كِعَابُهْ

وتعرَّى من المَعَرَّةِ إذ كا … ن ذهَابُ الجَمَالِ عنها ذهَابُهْ

أو أقيمي بها فأكثَرُ أسْبَا … بِ عُلَاها وفَخْرها أسْبَابُهْ

منها:

بانَ منِّي مَنْ كانَ يَكْثُر عنِّي … في الخُطُوب الّتي تَنُوبُ مَنَابُهْ

إنْ قضَى نَحْبَهُ فإنِّي من لا … ينْقَضي أو إليه يُفْضِي انْتِخَابُهْ

وقليلٌ لذي الكآبةِ والوَجْـ … ـدِ عليه بُكَاؤُهُ واكْتئابُهْ


(a) الأصل: كل من حين يروم.
(b) الأصل: فللقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>