للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبانَ صَفْحَةَ أهْلِ العِلْم فيه لمَن … رأى التَّصَفُّحَ من عَرَب ومن عَجَمِ

وبثَّ من عِلْمه كُتُبًا مُصَحَّحةً … بها أَبَان لهم تَصْحِيفَ كُتْبِهِمِ

وكان أحْدَثُ ما أملَاهُ بينَهُمُ … يفوقُ أفضَلَ ما أمْلَى أُولو القِدَم

فسَلَّمتْ لسُليْمانٍ وأُسْرَته … بنُو الأكارِم طَرْفَ العِلْم بالكَرَمِ

فما يُصَنَّفُ عِلْمٌ مثْلُ عِلْمهمِ … ولا يُشَرَّفُ بيث مثْلُ بَيْتهِمِ

تميَّزُوا بخلالٍ لا نَظِيرَ لها … مع الخلالِ جَلَالُ الحُكْم والحِكَمِ

وقد تضمَّن عَبْدُ الله فَخْرَهُمُ … فليس يُوْجَد فَخْرٌ مثل فَخْرهِمِ

يُريدُ أبا مُحَمَّد عبْد الله بن أبي المَجْد أخي أبي العَلَاء، وكان قاضي مَعَرَّة النُّعْمَان، والقَصِيدَة طَوِيلَةٌ اقتَصَرْتُ منها على هذا القَدْر، وقرأتُ بعدَها في الجُزء المَذْكُور: ولهُ فيه أيضًا: [من الخفيف]

أيّ بَحْرٍ ما كانَ يُخْشَى عُبَابُهْ … وبدُرِّ المَحَارِ يُزْرِى حَبَابُهْ

وطَريقُ إلى العَلَاءَ مَجُوبٌ … بأبيْهِ ما ضَلَّهُ مُجْتَابُهْ

يَوْمَ أفْضَى إلى قرارِ ضَرِيِحٍ … كُلُّ جفْنٍ عليه تَهْمى سَحَابُهْ

ما الخِضَمُّ المُحِيْطُ إلَّا الّذي يُعْـ … ـرِبُ فيه عن الأَرِيْب ارتيابُهْ

غَاضَ منْهُ ما طبَّقَ الأرْضَ إذ فا … ض فلَوْ تَحْمِ عنْهُ طوْدًا شِعَابُهْ

فكأَنَّ الزَّمانَ لم يَبْقَ فيهِ … مُذْ عَدَاهُ البَقَاءُ أو لأسرَابُهْ

تَرْبَ الدَّهْرُ من وَحِيْدِ بَنِيهِ … فبَعِيْدُ بِمِثْلِهِ أتْرابُهْ

وتَأَلَّتْ أنْ لا أَتَتْ بَنظِيرٍ … بعْدَهُ في صِفَاتِهِ أَحْقَابُهْ

وادَّعَى النَّقْصَ غايَةُ الفَضْل إذ لا … حَكَمٌ يدْرَأُ المحالَ صَوَابُهْ

ونَأى النَّازِحُ الغَرِيْب الّذي كا … ن إليهِ نُزُوحُهُ واغْترابُهْ

فعَزيزٌ على المحلِّ الّذي حُوِّ … ل عنْهُ أنْ يُغْلَقَ الدَّهْرَ بابُهْ

ولقد كان لا يُخَافُ إذا آ … نَ أوانُ الحجاب منهُ حِجَابُهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>