للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنْبَأنَا القَاسِم بن عبد الله بن عُمَر الصَّفَّار، قال: أخْبَرَتْنا عَمَّةُ أبي عائِشَةُ بنت أحْمَد بن مَنْصُور، قالا: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن عليّ بن خَلَف، قال: أخْبَرَنا الحاكِمُ أبو عَبْد اللهِ الحافِظُ (١)، قال: سَمِعْتُ عليّ بن عُمَر الحافِظ غير مَرَّة يقُول: أبو عبد الرَّحْمن مُقَدَّمٌ على كُلِّ مَنْ يُذْكر بهذا العِلْم من أهل عَصْره.

وقال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله الحافِظ، قال: سَمِعْتُ أبا عليّ الحافِظُ غير مَرَّة يَذْكر أرْبعةً من المُسْلمِيْن رآهُم، فبَدَأ بأبي عَبْد الرَّحْمن.

وقال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله الحافِظُ، قال: سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الحَارِث يقُول: سَمِعْتُ مَأْمُونَ المِصْرِيَّ الحافظ يقُول: خَرجْتُ مع أبي عبد الرَّحْمن إلى طَرَسُوسَ سَنَةً للفِدَاءِ فاجْتَمع جَمَاعَةٌ من مَشَايخ الإسْلَام، واجْتَمعَ من الحُفَّاظ: عبدُ الله بن أحْمَد بن حَنْبَل، ومُحَمَّدُ بن إبْراهيم مُرَبَّع، وأبو الآذَان، وكِيْلَجَة، وسِنْجَة ألْف، وغيرهم، فتَشاوَرُوا مَنْ يَنْتَقِي لهم على الشُّيُوخ، فأجْمَعُوا على أبي عبد الرَّحْمن النَّسَائِيّ، وكتبُوا كُلّهُم بانْتخابهِ.

قال الحاكِم أبو عَبْد الله: فأمَّا كلامُ أبي عبد الرَّحْمن على فِقْه الحَدِيْث، فأكْثَر من أنْ يُذكرَ في هذا المَوِضع، ومَنْ نَظَر في كتاب السُّنَن له تَحَيَّر في حُسْن كَلَامهِ، وليسَ هذا الكتابُ مَسْمُوع عندنا.

ومع ما جَمَعَ أبو عبد الرَّحْمن من الفَضائِل، رُزِقَ الشَّهَادَةَ في آخر عُمْرِه، فحَدَّثَني مُحَمَّد بن إسْحاق الأصْبَهَانِيّ قال: سَمِعْت مَشَايخَنا بمِصْر يَذْكُرونَ أنَّ أبا عبد الرَّحْمن فارق مِصْر فيِ آخر عُمْرِه، وخَرَجَ إلى دِمَشْق، فسُئل بها عن مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان وما رَوَى من فضَائله فقال: لا يرضَى منَّا مُعاوِيَة رأسًا برأسٍ حتَّى يُفَضَّل؟ فما زالُوا يدفَعُون في حِضْنَيهِ (٢) حتَّى أُخْرج من المَسْجِد، ثمّ


(١) كلام الحاكم في هذا النص وفي النقول التي بعده هي من كتابه تاريخ نيسابور، ولم يرد في تلخيص الكتاب سوى ذكر اسمه. انظر: تلخيص تاريخ نيسابور ٤٢.
(٢) أي: في جنبيه. المقفى الكبير ١: ٤٠٢، وانظر تاريخ الإسلام للذهبي ٧: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>