للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ الوَصْفَ الَّذي قَدَّمَهُ السَّخَاوِيُّ لنُسْخةِ ابن السَّابق الحَمَويّ مُطَابِقٌ بِيْبلُوغرَافيًّا لوَصْفِ الأجْزَاءِ الَّتي وصَلَتْنا من الكِتَابِ، لكنَّه قَيَّد الجُزئين الثَّالثَ والرَّابعَ (بحَسَب نَشْرَتنا هذه) في مُجلَّدٍ واحدٍ، وكَذا الجُزئين السَّادِس والسَّابِع، والجُزئين الثَّامن والتَّاسع، وزادَ على مُجْمُوعَتِه - ممَّا لَم يَصلْنا - جُزءًا يَتَضَمَّنُ تَرَاجِمَ أواخِرِ حَرْفِ الميم إلى أواخِر حَرْفِ الوَاو: "من مُشْرِق بن عَبْد الله إلى أثْناء الوَليْد بن عَبْد العَزِيز بن أبان" (١).

ويَذْكرُ السَّخَاوِيُّ أنَّ المجمُوعَةَ الَّتي كانتْ في ملْكِ ابن السَّابق، قامَ بنَقْلِها ابنُ فَهْد (ت ٨٨٥)، فهل مَدْلُولَه أنَّهُ نَقَلَها إلى مَكَّة، أم أنَّهُ انْتَسَخها؟! مِع وجُودِ تَقْييدِ ابن فَهْد على الجُزءِ الأوَّلِ بما يُفِيدُ انْتساخَهُ عن نُسْخَةِ ابن السَّابق سَنَة ٨٦٩، وَأيضًا اطِّلَاع السُّيوطِيّ عِلى الجُزئين الثَّانِي والتَّاسِع من ذاتِ النُّسْخَةِ في مَكَّة المُكرَّمة سَنة ٨٦٩ هـ، واسْتعارَته من ابن فَهْد.

ويُشيرُ السَّخَاوِيُّ أيضًا في نَصِّهِ المُتَقدِّم إلى تَوَفُّرِ أجْزاءٍ من المُسَوَّدَةِ والمبُيَّضَة معًا: رَأى الجُزءَ التَّاسِعَ (حَسَب فَهْرَسَته للأجْزاء) عندَ ابن السَّابق الحَمَويّ ويُقابِلُه من مُسَوَّدَةِ المُؤلِّفِ الَّتي كانتْ عندَ ابن فَهْد وعليها بخَطِّ المُؤلِّف: "الجُزء الرَّابِع عَشر" (٢).

وتاريخُ تَملُّكِ ابن السابق للكتَاب، والذي قيَّدَهُ على طُرَّة الأجْزاءِ هو: "يَوْم الأرْبِعاء تاسِع عَشر رَبيع الآخر سَنَة ستّ وخَمْسين وثَمانمائة" وأنَّهُ كانَ في القَاهِرةِ، ونَجِدُ نصَّ تَملُّكٍ آخرَ له، كَتَبَهُ على وَرَقةٍ فَارغةٍ من أوْرَاقِ الجُزءِ الثَّانِي [الورقة ١٤٠ أ]، فيه ما يُفِيدُ تَملُّكَهُ الكتَابُ بمَعرَّةِ النُّعْمان في سَنَة ٨٣٦ هـ: "نَوْبَة فَقِير


(١) السخاوي: الإعلان بالتوبيخ ٢٢٩.
(٢) مثل هذا الاختلاف في ترقيم الأجزاء ما يذكره اليونيني في ذيل الزمان ١: ١٩٩ من أنه اطلع على المجلد الثالث من تاريخ صلب لابن العديم ونقل منه أبياتًا أخذها ابنُ العديم في كتاب نُزهة الناظر لعبد القاهر بن علوي المعريّ، وورد هذا النقل وهذه الأبيات في الجزء الخامس بحسب ترتيب الأجزاء التي وصلتنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>