للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَفْو اللّه تعالَى مُحمَّد بن مُحمَّد بن مُحمَّد بن السَّابق الحنفيّ عَفا اللّهُ عَنهم أجْمَعِين، بالمعَرَّة المَعْمُورة، في سَنَة ستٍّ وثلاثين وثَمانمائة، أحْسَن اللّهُ عاقِبَتها في خَيْر، آمين".

وإضافةً لمَا تقدَّمَ، فقد كانتْ هذه الأجْزاءُ الّتي وَصَلتْنا - باسْتثناءَ الجُزءَ السّادسِ - في ملْكِ مُحمَّد بن أحمد بن إيْنَال العَلَائيّ الحَنَفِيّ (ت ٩١٨ هـ)، وقَيَّدَ تَملُّكُهُ لها على طُرَّةِ أغْلِفَتها، وهو رَجُلٌ لَهُ اشْتِغالٌ بالعِلْمِ وصنَّفَ كتابًا اسْمه العِقْدُ المَخْصُوصُ بتَرصِيعِ الفُصُوص (١).

إنَّ هذه الدَّلائِلَ تُؤشِّرُ إلى كَوْنِ أغْلَبِ أجْزاءَ الكتَاب كانتْ بمِصْرَ في مُنْتَصَفِ القَرْنِ التَّاسِع الهِجْريِّ، ثُمَّ في مكَّةَ في التَّاريخ الَّذي قَيَّدَهُ ابن فَهْد وذَكَره السُّيوطِيّ وهو سنة ٨٦٩ هـ، ثُمَّ انتَقَلتِ المَجْمُوعَةُ في عَهْد الدَّولةِ العُثْمانيَّة إلى اسْطنبُول، وأُوْقِفَ الجُزءُ الخامِسُ منها، بحَسَبِ خَتْم الوَقْفِ المُثبَت على طُرَّتِه، على مَدْرَسةِ شَيْخ الإسْلام فَيْض اللّه أفَنْدِي الّتي أنْشَأها سَنَة ١١١٣ هـ، أمَّا بقِيَّةُ الأجْزاءَ فأَوْقَفَها السُّلْطان مَحْمُود الأوَّل بن مُصْطَفى الثَّاني (ت ١١٦٨ هـ).

* * *

وبالعَوْدةِ إلى الضَّائِعِ من الكتَابِ، ولمَعْرفةِ الأجْزاءَ والأبْوَابِ الضَّائِعة منه، وتَقْديرِ كَمِيَّة هذا الضَّائِع، وحَصْرِ عَدَدِ التَّراجم الضَّائِعة منه، فقد سَعَيْنا إلى رَصْدِ إحَالَاتهِ العَدِيْدةِ والمُتكرِّرة، سَواءً ما يتَعلَّقُ منها بالإحالة على إفادَاتٍ تتَّصِلُ بالجُزءَ الأوَّلِ من الكتاب أو الإحالاتِ المُتَعلِّقة بمَن تَرْجَمَ لهم من الرِّجَالِ والنِّسَاء، وأكْثَرُ إحالاتهِ ممّا جاءَ في الجُزءَ العاشِر الَّذي أفْرَدَهُ للكُنَى والألْقَابِ، ذَكَرَ فيه مَن غَلَبَتِ الكُنْيَةُ أو اللَّقَبُ على اسْمهِ، وأصالَ على ترْجَمتِه في الأسْمَاء، وبَدَا أنَّ أكْثَرَ التَّراجمِ الضَّائِعةِ في تَرَاجِم العَبَادِلة والمُحمَّدين بحُكمْ كَثْرَة مَن تَسَمَّى


(١) الضوء اللامع ٦: ٢٩٥، البغدادي: هدية العارفين ٢: ٢٢٦، كحالة مُعْجَمُ المؤلفين ٨: ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>