للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذه الأسْمَاء أَصْلًا، وقد حَرِصتُ على الإشَارةِ في الهامِشِ إلى مَكَانِ التَّرْجَمَة المُحالِ عليها أو ضَياعها.

أمَّا الجُزءُ الأوَّلُ من الكتابِ، فقد تعرَّضَ إلى بَعْضِ الإفْسَادِ بفِعْلِ الرُّطُوبَةِ وربَّما دَاخَلَهُ الماءُ؛ ففَسَدَ أوَّلهُ وآخرُهُ، ونُزِعَتْ منهُ أوْرَاقٌ عَديدةٌ، تتَضَمَّنَ بعضَ الأبْوابِ: فمن أبْوَابهِ الضَّائِعةِ: مُقَدِّمَةُ المُؤلِّفِ، الَّتي نَفْتَرضُ أنَّه ضَمَّنَها دَواعِي التَّأليف، ورُبَّما خِطَّة العَمَل الَّتي سَلَكَها في نَسْقِ أجْزَاء الكتاب، وتَعْدَاد إبْرَز مَصادِره الَّتي اعْتَمَدَ عليها.

وضَاعَ من أوَّلِ هذا الجُزْءَ بابٌ يَتَنَاولُ "أوَّلِيَّة بنِاء حَلَب في التَّاريخ القَديم"، أحالَ عليه المُؤلِّفُ في أثْناءَ كلامِهِ على ما وَرَدَ من الكِتابَةِ القَدِيمةِ على الأحْجَار بحَلَب:

"قد ذَكَرْنا في أوَّلِ كتابِنا هذا، ما حَكَاهُ أبو أُسامَةَ الخَطِيب بحَلَب، أنَّ أباهُ حدَّثَهُ أنَّهُ حَضَرَ مع أبي الصَّقْر القَبِيْصِيّ ومعهما رَجُلٌ يقرأُ باليُونانِيَّة، فنَسَخُوا كتابةً كانتْ على القَنْطَرَة الّتي على بابِ أَنْطَاكِيَة، قال: ونُسْخَتُها: بُنِيَتْ هذه المَدِينَة، بناها صَاحبُ المَوْصِل … ".

وضاعَ بابٌ عُنْوانُه: "بابُ تَسْمِيَة حَلَب"، أحَالَ عليه في مَطْلع "باب في ذِكْرِ ما بحَلَب وأعْمَالها من المَزَارَاتِ، وقُبُور الأنْبِياء والأوْلِيَاء، والمَواطِن الشَّرِيْفَة، الَّتي بها مَظَّان إجَابة الدُّعَاء"، قال:

"وكان (إِبْرَاهِيم عليه السَّلام) يُقِيمُ به ويَبُثُّ رِعَاءَهُ إلى نَهْرِ الفُرَاتِ والجَبَل الأَسْوَد، ويَحْبسُ بعضَ الرِّعَاءَ بما معَهُم عندَهُ، ويَأْمُرُ بحَلْب ما معَهُ، واتِّخاذِ الأطْعمةِ وتَفْرِقتِها على الضُّعَفَاءَ والمَسَاكِين، وقد ذكَرْنا ذلكَ مُسْتَقصىً في بابِ تَسْمِيَةِ حَلَب".

<<  <  ج: ص:  >  >>