وأحَالَ عليه أيضًا في مَوْضِعٍ آخرَ من نَفْسِ البَاب:
"وخَارجُ المَدِينَة مِمَّا يَلي القِبْلَة مَقامُ إبْرَاهِيْم صَلَّى اللّهُ عليه وسَلَّم في الجَبَّانَةِ، وفي مِحْرَابِ المَسْجِد، حَجَرٌ قيل إنَّهُ كان يجلسُ عليه، وفي الرِّوَاقِ القِبْليّ الّذي يلي الصَّحْنَ صَخْرةٌ نابِتةٌ فيها نُقْرَةٌ قيل إنَّه كانَ يَحْلبُ فيها غَنَمُه، وقد ذَكَرْنا ذلك فيما تقدَّم".
وأحَالَ على هذا البابِ أيضًا - وهو بابُ تَسْمِيَةِ حَلَب - غِبَّ كَلامِهِ على القَبائِل القَاطِنَة بحَلَب ونَوَاحِيها، قال:
"ونَزَلَ بأعْمَالِ حَلَب بعضُ العَمَالِقَةِ، وقد ذكَرْنا فيما تقدَّمَ أنَّ حَلَبَ إنَّما سُمِّيتْ بحَلَب بن المهْرِ من ولدِ جَاب بن مكنَّف من العَمَالِقَة، وقيل فيهِ: حَلَب بن مهْر بن حيص بن عِمْلِيْق".
ومن الفُصُولِ الضَّائعة: بابٌ ذَكَرَ فيه بَعْضَ مُدُنِ الجَزِيرةِ كالرُّها وحَرَّان، ورُبَّما كانَ هذا البابُ الضَّائِعِ الَّذي أحَالَ عليه ابن العَدِيم هو ذاتُه "باب تَسْمِيَةِ حَلَب"، وأدْرَجَ ضِمْنَهُ فَصْلًا من كتابِ بَابَا الصَّابِئ الحَرَّانِيّ، وهو كتابٌ أرْسَلَهُ إليهِ ابنُ تَيميّة خَطِيبُ حَرَّان، ونَقَلَ منه بعضَ الفُصُولِ المُتَعلِّقةِ بالمَلَاحِمِ وأَمَارَاتِ السَّاعَة، يقول:
"وقد ذَكَرْنَا هذا الفَصْلَ فيما تقدَّم، وأنَّهُ انْهَدَمَ مَوضِعٌ في سُورِ حَرَّان في سَنَةِ اثْنتين وخَمسين وستّمِائة، فاحْتيجَ إلى أنْ نُقِلَ إليهِ من سُور الرُّهَا حِجَارَةٌ بُنِيَ بها ما انْهَدَمَ من سُورِ حَرَّان، أخْبَرَني بذلكَ خَطِيبُ حَرَّان، ونَقَلْتُ ما نَقَلْتُهُ من هذا الكتابِ على ما فيه من اللَّحنِ ورِكَّةِ الألْفاظ".
والدَّاعِي لافْتِرَاضِ أنْ تَكُونَ الإحالةُ على "باب تَسْمِيَةِ حَلَب" كَون الصَّابئ سَمَّى حَلَب في كتابه باسْمِها القَدِيم "مَابُوْغ"، فاقْتَضَى الاسْتِشْهَادُ بكَلَامِه في ذلك الباب.