للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاثَ على مَوْلاهُ، وجَبَى الخَرَاج لنفسِه، ومَضَى إلى أبي أحْمَد المُوَفَّق على ما نَذْكره في تَرْجَمَةِ لؤلُؤ (١) إنْ شَاءَ اللهُ.

وكان أحْمَد بن طُولُون من مَوَالِي بني العبَّاس وقُوَّادهِم، وأُولي النَّجْدَة والبَأْس والشَّجَاعَة، وله معْرُوف كَثِيْر، وبن بمِصْر الجامع المَعْرُوف به، وبَنَي مَصَانِع كَثِيْرة ومَرَافِق للمُسْلمِين.

ونَقَلْتُ من خَطِّ صالح بن إبْراهيمِ بن رِشْدِين المِصْرِيّ في مجمُوعهِ: وُلد أبو العبَّاسِ أحْمَد بن طُوْلُون في سَنَة اثْنَتي عَشرة ومَائتَيْن، ومات في ذي القَعْدَة سَنَة سبْعين ومَائتَيْن.

وقَرَأتُ في كتاب أبي القَاسِم يَحْيَى بن عليّ الحَضْرَميّ (٢)، الّذي ذَيَّلَ به تاريخ أبي سَعيد بن يُونُس، قال في ذِكْر الغُرَبَاء ممَّن دَخَل مِصْر: أحْمَد بن طُوْلُون، يُكْنَى أبا العبَّاس، قَدمَ وَاليًا على مِصْر، حُكيِ عنه حكايات، قال لي ابنِ رشِيْق: قال لي عَدْنَان بن أَحْمَد بن طُوْلُون: دَخَلَ والدُنا أحْمَد بن طُوْلُون رحِمَهُ اللهُ مصِر، ويُكْنَى أبا العبَّاس، في شَهْر رَمَضَان لأرْبَع عَشرِة لَيْلَة خَلَتْ منه، سَنَة أَرْبَعٍ وخَمْسِين ومَائتَيْن، دَخَل مِصْر وله اثْنان وثلاثون سَنةً، وأقام بها ستّ عَشْرة سَنةً، وتُوفِّيَ سَنَةَ سَبْعين ومَائتَيْن، ومَبْلغ سِنِّه ثمان وأرْبَعُون سنةً.

قُلتُ: فُمقْتَضَى قول عَدْنَان يكون مَوْلد أحْمَد أبيه في سَنة اثْنَتَيْن وعشرين ومَائتَيْن، واللهُ أعْلَمُ.

أنْبَأنَا المُؤيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ، قال: كَتَبَ إلينا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (٣) وذكَر أنَّ أحْمَد بن طُوْلُون مَلَكَ حَلَب في سَنَة ستٍّ وخَمْسِين ومَائتَيْن.

أخْبَرَنا عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبرزَد كتابةً، عن أبي غَالِب بن البنَاء، قال: أخْبَرَنا


(١) ترجمته في الضائع من أجزاء الكتاب.
(٢) تقدم التعريف بالكتاب فيما مرّ من هذا الجزء.
(٣) العظيمي: تاريخ حلب ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>