للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سُفْيان وأمَرَ أنْ يُسْرج هُنالكَ، وأجْلَسَ أقْوَامًا معهُم المَصَاحِف يَقُرأون القُرْآن.

أنْبَأنَا أبو رَوْح الهَرَويّ، عن زَاهِر بن طَاهِر، عن أبي القَاسِم البُنْدَار، عن أبي أحْمَد المُقرِئ، عن أبي بَكْر الصُّوْلِيّ، قال في سَنَة اثْنتَيْن وسِتِّين ومَائتَيْن: وولي أحْمَد بن طُوْلُونَ الثُّغُور الشَّامِيَّة إلى ما كان يلى من مِصْر، وفُوْرق على أنْ يُوجِّه في كُلِّ سَنَة بأرْبَعمائة ألف دِيْنارٍ.

وقال الصُّوْلِيّ في سَنَة خَمْسٍ وسِتِّين ومَائتَيْن: وجاء أحْمَد بن طُوْلُون إلى أنْطَاكِيَة فافْتَتَحها وقَتَلَ سِيْما الطَّويل، وكان بها.

وقال في سَنَة تِسْعٍ وسِتِّين: ورَكِبَ المُعْتَمدُ يَوْم الجُمُعَة فصَار إلى دار العامَّة، وأحْضَر النَّاس، فلَعَن ابن طُوْلُون، وصَلَّى بالنَّاس المُفَوَّض ولَعَنَهُ، وعَقَد لإسْحاق على أعْمَالهِ.

وقال في سَنَة سَبْعين: ووَرَدَ الخَبَرُ أنَّ ابنَ طُوْلُونَ أمرَ فبُنيَتْ أرْوقَة عند قَبْر مُعاوِيَة، وأجْلَسَ رجالًا يقرأونَ في المَصَاحِف عنده.

قُلتُ: إنَّما فَعَل ابن طُوْلُون هذا مُعَاندةً لبني العبَّاس وأبي أحْمَد المُوَفَّق، حين لُعِنَ على المَنَابِر وبمَكَّة وامْتَنع من حَمْل الخَرَاج.

قَرَأتُ في كتاب أبي القَاسِم يَحْيَى بن عليّ الحَضْرَميّ، الّذي ذَيَّلَ به تاريخ ابن يُونُس: حَدَّثَنَا ابن رَشِيْق، قال: حَدَّثَنَا سَعيدُ بن هاشِم الطَّبَرَانِيّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد الطَّبَرَانِيّ، قال: حَدَّثَني أبي، قال: كنتُ جالِسًا عند أحْمَد بن طُوْلُونَ ذات يَوْم فدَعَا برَجُل، فأُدْخل إليهِ فناظرَهُ، ثمّ قال لحَاجِبٍ من حُجَّابِه: خُذْ هذا فاضْرب عُنُقَه وأتِني برأسهِ، فأخذَهُ ومَضَى بهِ، فأقام طَويلًا ثمّ أتى وليسَ معَهُ شيء، فقال له أحْمَد بن طُوْلُون: ما قصَّتُكَ؟ وماذا فعلتَ؟ فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>