للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَخْطُر لي في تأويلهِ شيءٌ أرْتَضيهِ، ومَضَى لي على ذلك سنونَ، فرأيتُ في مَنامي ليلَةً من ليالي سَنَة اثْنَتَيْن وثَلاثين وسِتّمائة، كأنَّني أُذاكِر رَجُلًا بهذا البَيْتِ، وأقول لهُ: إنَّ هذا كُفْرٌ! فقال لي ذلك الرَّجُل: لم يُرد أبو العَلَاء ما ذهَبْتَ إليه من التَّفْضيل، وإنَّما أرادَ أنَّ المَجْدَ كَلَّهُ كان في مُضَر دون غيرها منِ القَبَائِل، فلمَّا جاءَ الفُصَيْصِيُّ صَار لقَحْطَانَ به مَجْدٌ ونَصيْبٌ منهُ. وهذا تأويل حسَنٌ، وتكون الألف واللَّام لاسْتغراقِ الجنْسِ، واللهُ أَعْلَمُ.

أنْشَدَنا أبو إسْحاق إبْراهيمُ بن عُثْمان بن يُوسُف بن أَيُّوبَ الكاشْغَرِيّ، قال: أنْشَدنا هِبَةُ الله بن يَحْيَى بن الحَسَن بن البُوْقِيّ الفَقِيه الشَّافِعيّ، قال: أنْشَدَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ بن عُمَر قَحْفُ العِلْم، قال: أنْشَدَنا أبو العَلَاء أحْمَد بنُ عبدِ الله بن سُلَيمان المَعَرِّيُّ لنَفْسِه: [من السريع]

أَمَا يُفِيْقُ المرءُ من سُكره … مُجْتَهدًا في سَيْره والسُّرَى

نِمْتَ عن الأُخْرى فلم تَنْتَبِهْ … وفي سِوَى الدِّين هجرْتَ الكَرَى

كم قَائِل رَاحَ إلى معْشَر … أبْطَلَ فيما قالَهُ وافْتَرَى

على القَرَا يَحْملُ أثْقَالَهُ … وإنَّما يأمُلُ نَزْرَ القِرَى

يَفْتقِرُ الحيُّ ويُثْرى وما … يَصِيْرُ إلَّا حُثْوَةً في الثَّرَى

اسمَعُ فهذا هَاتفٌ صَادقٌ … أراكَ عُقْبَاكَ فهَلَّا تَرَى

أخْبَرَنا أبو هاشِمٍ بن أبي المَعَالِي الحَلَبِيُّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد بن أبي بَكْر الإمَام، قال: أنْشَدَتنا أُمُّ سَلَمَة سِتِّيْك بنْت عبد الغَافِر بن إسْمَاعيْل الفَارِسِيّ بنَيْسَابُور، وأبو حَفْصٍ عُمَرُ بن أحْمَد بن مَنْصُور الإمَام بمَرْو، قالا: أَنْشَدَنا أبو نَصْر الرَّامِشِيُّ النَّحْوِيّ الإمَامُ، قال: أنْشَدَني أبو العَلَاء أحْمَد بنُ عبد اللهِ بن سُلَيمان المَعَرِّيّ لنَفْسِه (١): [من الطويل]


(١) الأبيات سوى الرابع في تاريخ الإسلام ٩: ٧٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>