خارج عن مَذَاهِب الإسْلَام، فيكون على هذه المَقَالَة عزَوْه إلى مَذْهَبٍ باطلٍ، لا إلى رَجُلٍ.
وإنَّما قيل لهذا القِرْمِطِيّ صَاحب الخَال، لأنَّهُ كان على خَدّه الأيْمَن خَال، ويُعْرَف بابن المَهْزُول زَكْوُوَيْه بن مَهْرِي الصُّوَّانيّ، من أهْل صُوَّان، من سَوَاد الكُوفَة. وقيل: هو وأخوهُ من قَيْس من بني عُبَادَةَ بن عُقَيْل من بني عَامر، ثمَّ من بني قِرْمِطيّ بن جَعْفر بن عَمْرو بن المُهَيَّا بن يُزَيِّد (a) بن عبد الله بن يَزِيد بن قَيْس بن جُوْثَةَ بن طِهْفَة بن حَزْن بن عُبَادَةَ بن عُقَيْل بن كَعْب بن رَبيعَة بن عَامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بَكْر بنِ هَوَازن بن مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن خَصَفَة بن قَيْس بن عَيْلَان، فادَّعَي أنَّهُ من وَلد مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل بن جَعْفَر، فعَلَى هذا يكون مَنْسُوبًا إلى جَدِّهم قِرْمِطيّ، ولا يَبْعُد أنْ يكون الأمْرَان جَمِيعًا، واللهُ أعْلَمُ.
وقَرَأتُ في رِسَالَةِ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوسُفَ الأنْبارِيّ الكَاتِب إلى أخيهِ أبي عليّ في ذِكْر أخْبَار هذا القِرْمِطِيّ: أنَّهُ ادَّعَى أنَّهُ أحْمَد بن عبْد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد، وأنَّهُ المَهْديّ، وأنَّه نَظَرَ مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل في النَّسَب، فلمَّا وقفَ على بُعْد هذا النَّسَب، ادَّعَى - بَعْد وَقْعَة السَّطْح من الكُسْوَة - أنَّهُ مُحَمَّد بن عبد اللهِ بن جَعْفَر، وكَتَبَ بذلك كتَابًا بخَطِّه إلى المَعْرُوف بابن حُوَيّ السَّكْسَكِيّ ممَّن يَسْكن بَيْت لِهْيَا، فصَار ابن حُوَيّ بالكتاب إلى أبي نَصْر حَمد بن مُحَمَّد، كاتب طُغْجِ، ثمّ نَزَعَ عن هذا النَّسَب إلى عبد الله بن إِدْرِيس الحَسَنيّ القَادِم من الحِجَاز إلى مَدِيْنَة أَذْرِعات من جِهَة دِمشْق، وقيل إنَّ القِرْمِطِيّ من يَهُود نَجْرَان، وأنَّهُ دَعِيّ.
وذكَرَ أبو مُحَمَّد عبد الله بن الحُسَين الكَاتِب القُطْرُبُّلِيّ ومُحَمَّد بن أبي الأزْهَر في التَّاريخ الّذي اجْتَمَعا على تأليفه، في حَوَادِث سَنَة تِسْعٍ وثَمانِيْن ومَائتَيْن،
(a) هكذا مجودًا في الأصل، وذكره ابن خلكان (وفيات الأعيان ٥: ٢٦٠؛ في ترجمة المقلد بن المسيب العقيلي) بالباء والراء: بُرَيْد، بالتصغير. ويأتي فيما بعد (الجزء التاسع) في سياقة نسب سالم بن مالك بن بدران: زيد.