للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أحْمَدُ بن عبد اللّهِ الخارج بالشَّام في أيّام المُكْتَفِي باللهِ، وكان يَنْتمي إلى الطَّالِبيِّيْن، وهو المَعْرُوف بصَاحِب الخاَل، وقُتِلَ بالدَّكَّة في سَنَة إحْدَى وتِسْعِين ومَائتَيْن. يُرْوَى له ولأَخِيهِ عليّ بن عبد اللّهِ شِعْر يُشَكَّ في صِحَّته، فممَّا يُرْوى لأحمد: [من السريع]

متَى أَرَى الدُّنْيا بلا كَاذبِ … ولا حَرُورِيّ ولا نَاصي

مَتَى أرَىَ السَّيْفَ على كُلّ مَنْ … عادَى عليّ بنَ أبي طَالِبِ

مَتى يقُولُ الحقَّ أهْلُ النُّهَىَ … ويُنْصَفُ المَغْلُوب من غَالبِ

هَل لبُغَاةِ الخير من نَاصِرٍ … هل لكُؤوسِ العَدْل من شَاربِ

قال: ويُرْوَى له (١): [من الوافر]

نُفيْتُ منَ الحُسَينِ ومن عَليٍّ … وجَعْفرٍ الغَطَارفِ من جُدُوْدي

وخُيِّبَ سَائلي وجَفَوْتُ (a) ضَيْفي … وبِتُّ فَقِيْدَ مَكْرُمَةٍ وجُوْدِ

وأُعْطيْتُ القيادَ الدَّهْر منِّي … يمِينَ فتىً وَفيٍّ بالعُهُوْدِ

لئن لم أُعْطِ مَا ملَكَتْ يَمِيني … لحَرْبٍ من طَريفٍ أوتَلِيْدِ

وأفْتَتحَنَّها حَربًا عَوانًا … تَقَحَّمُ بالبُنُوْدِ على البُنُوْدِ

فإمَّا أَنْ أبُوحَ بروحٍ عز … وجدٍّ آخذٍ ثأرَ الجُدُودِ

وإمَّا أنْ يُقالَ: فتىً أبيّ … تُخرِّمَ في ذَرَى مَجْدٍ مَشيدِ

وهي أكْثَر من هذا، فيُقال إنَّ عبد اللّه بن المُعْتز أجابَهُ عنها بقَصِيدَة منها (٢): [من الوافر]

تهدِّدُنا زَعتَ شبُوبَ حَرْبٍ … تقَحَّمُ بالبُنُودِ على البُنُودِ


(a) الأصل. وحفوت، والتصويب من الصفدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>