للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان السَّيْفُ أدْنى عندَ وردٍ … إلى وَدَجَيْكَ من حَبْلِ الوَرِيْدِ

قَرأتُ بخَطِّ أبي بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، وأخْبَرَنا به أبو القَاسِم عبد الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: كَتَبَ إلينا أبو القَاسِم زَاهِر بن طَاهِر الشَّحَّامِيِّ أنَّ أبا القَاسِم البُنْدَار أنْبَاهُم عن أبي أحْمَد بن أبي مُسْلِم، عن أبي بَكْر الصُّوْلِيّ، قال: وأجْلَس القَرَامِطَة مكان عليّ بن عبد اللهِ أخًا له يُقالُ له: أحْمَد بن عبد الله، زَعمُوا أنَّهُ عَهِدَ إليه، وصار أحْمَد بن عبد الله إلى حِمْص، ودُعِيَ له بها وبكُوَرها، وأمرَهُم أنْ يُصَلُّوا الجُمُعَة أرْبَع رَكَعات، وأنْ يَخطبُوا بعد الظُّهْر، ويكون أذَانهُم: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسُول الله، أشْهَدُ أنَّ عليًّا وَليَّ المُؤْمنِيْن، حَيّ على خَيْر العَمَل. وضَرَب الدَّرَاهِمَ والدَّنَانِيْر وكتَبَ عليها: الهَادِي المَهْدِيِّ، لا إله إلَّا الله مُحَمَّد رسُول الله، جاءَ الحَقُّ وزَهق البَاطِل إنَّ البَاطِل كان زهُوقًا، وعلى الجانِب الآخر {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (١).

ووجَّه أحْمَدُ بن عبد اللهِ هذا برَجُلٍ يُعْرَفُ بالمُطَوَّق - أمْرَد فرَأيتُه بعد ذلك - فكبسَ أبا الأَغَرّ وهو غَافِل، فقَتَل أكْثَر أصْحَابهِ، وأفْلَتَ أبو الأَغَرّ، ثمّ خرَجَ المُكْتَفِي بِاللهِ إليهِ، وأقام بالرَّقَّة، وأنفذَ الجُيُوشَ إليهِ مع مُحَمَّد بن سُلَيمان، وأنْفَذَ غُلَامَه سوْسَنًا معه في جَيْشٍ عَظيم، فوردَ الخَبَرُ بأنَّهُ قُتِلَ، ذكَر ذلك الصُّوْلِيّ في سَنَة إحْدَى وتِسْعِين ومَائتَيْن.

قال: ثمّ أتَى الخَبَر للنِّصْف من المُحَرَّم من الدَّالِيَةِ بأنَّ فارسَين من الكَلْبِيِّيْنَ أحدهما من بني الأَصْبَغ والآخر من بني لَيْلَى نَزَلا بالسّقافيَّة فأُخِذَا، فأقَرَّا أنَّهُما من القَرَامِطَة، وأنَّ القِرْمِطِيّ بالقُرب، فرَكِبَ مُحَمَّد بن عليّ أبو خُبْزَة، وأحمد بن مُحَمَّد بن كشْمَرْد من الرَّحْبَة، فظَفِرَا بالقِرْمطِيّ، وأُخِذَ معه رَجُل يقال له المُدَّثِّر، وكاتبه، وغُلَام أمْرَدٌ حَدَثٌ يُقالُ له: المُطَوَّق، وحُمِلَ إلى الرَّقَّة، وقد ذَكَرْنا خبرَهُ.


(١) سورة الشورى، من الآية ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>