للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخْبَرَني في ذلك اليَوْم، قال: أخْبَرَني هارُون ابن الشَّيْخ عُمَر، عن بعض الصُّلَحَاءَ المُجَاوِريْن بمَكَّة، شَرَّفَها اللهُ، من أهل اليَمَن، أنَّهُ رأى فيما يرى النَّائم كأنَّهُ قد نَزَل إلى البَيْت المُعَظَّم ليَطُوف بهِ على جَارِي العَادَة، فلم يجدهُ، فقال: ذَهَبَ الإسْلَام، رَاح الدِّين، فقيل لهُ: مَهْ! كيفَ تقُول هذا؟! قال: أينَ البَيْتُ الّذي كان يَطُوف بهِ المُسْلمُون؟ فقيل لهُ: السَّاعَة يَجيءُ، قال: مَنْ يَجيء بهِ؟ قيل: أهل مِصْر، أو أصْحَاب مِصْر، قال: متَى يَجيءُ؟ قال: لا تَعْجل؛ السَّاعَة يَجيء. فبينَا هو كذلك إذ جاءَ البَيْتُ، وعَادَ في مكانه كهَيْئَته الأُوْلَى لكنَّه لا كُسْوَة عليه، فقال: أين كُسْوَتهُ؟ فقيل: السَّاعَة تَجىِء. فبينا هو كذلك إذ أُفْرغ على البَيْت المُعَظَّم الكَرِيم كُسْوَة بَيْضاءَ، وانْتَبَه.

قُلتُ: فقدَّر اللهُ تعالَى أنَّ التَّتَار اسْتَولوا على الشَّامِ في سَنَة ثمانٍ وخَمْسِين، وخَرَجَ عَسْكَر مِصْر ومَنْ الْتَجَأ إليهم من عَسْكَر الشَّام مع قُطُز، والْتَقُوا بعَسْكر التَّتَار على عَيْن جَالُوت فكَسَروا التَّتَار ومَضوا إلى الشَّام جميعه فاسْتَولَوا عليهِ، ونَرْجو من ألْطاف الله أنَّ الكُسْوَة البَيْضَاء تكون عِمارَة الشَّام، وعَوْد ما تشَعَّثَ من مُدُنهِ وحُصُونه إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.

وأخْبرَني أبو العبَّاس الحَوْرَانيّ أنَّ بعض الصَّالِحين أخْبَرَهُ مَنْ فيه أنَّه رَأى أنَّهُ فُتحَ في السَّماء بابان، وزل من أحدهما مَلائِكَة خَيَّالة على خَيْل، وسمِعَ قَائلًا يقُول: هؤلاء مَلائِكَة قد نزلوا من السَّماء لنُصْرة الإسْلَام، وقيل للباب الآخر هذا الباب الآخر باب رَحْمَة له سِنين لم يُفْتَح، وقد فُتح الآن لتَنْزل منه الرَّحْمَةُ على النَّاس.

أخْبرَني أبو العبَّاس بن عَبْد الوَاحِد، قال: أخْبَرَني شَخْصُ من كبار الصَّالِحين يُعْرَفُ بعُمَرِ بن الزِّغْبِ أنَّهُ كان مُجاوِرًا بالمَديْنَة المُقَدَّسَة، وأنّهُ خَرَجَ في بعضِ السِّنِيْن في يوْم عَاشُوْراء الّذي تَجْتمع الإمامِيَّة فيه لقِرَاءة المَصْرع إلى قُبَّةِ العبَّاسِ، فسَأل شيئًا في مَحَبَّة أبي بَكْر الصِّدِّيْق رَضِيَ اللهُ عنهُ كما جَرَت عَادَةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>