للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدَّوْلَة: يا أبا العبَّاس، الصَّبِيُّ قد حان لنا أنْ نُسْلِمَهُ إلى الكُتَّاب، تُنْشدُنا تَهْنئَةً بولَادتهِ الآن؟! فما زالَ يتضرَّعُ حتَّى أذنَ لهُ.

قال أبو عليّ: وأخْبرَني ابن الصَّقْر هذا، قال: قال لي النَّامِيِّ يَوْمًا: كنتُ البَارِحَة أعْمل شِعْرًا فصَعَق ديكٌ سمعْتُ صيَاحَهُ، فانْقَطَعَ خَاطِري. قال: فقُلتُ لَهُ: لا يَجبُ أنْ تُخْبِرَ بهذا عن نَفْسِك.

قَرأتُ بخَطِّ مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر الكَاتِب في كتاب المُفَاوَضَة، وأنْبَأنَا المُؤيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ، عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب بن بِشْرَان إجَازةً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر، قال: حَدَّثَني أبو الفَرَج البَبَّغَاء، قال: قصَدْتُ يَوْمًا أبا العبَّاس النَّامِيِّ المِصِّيْصيّ بعد تَأَخُّره عن سَيْف الدَّوْلَة لأجلِ ما كان تنجَّز بينهما في معنَى المُتَنَبِّي وتَقْديمه له عليه، فعرَّفتُه خَبَرهُ، وتَفَاوضْنا ما جَرَى مع سَيْف الدَّوْلَة، فقال: يا أبا الفَرَج، خَدَمْتُهُ الدَّهْرَ الأطْوَلَ وما رعَى، واسْتَجمل أنْ يقُول لي: قال المُتَنَبِّي! وأنا الّذى أقولُ: [من الطويل]

لهُ نَظْرَةٌ نحو الحُمول بحَوْمَلٍ … وأُخْرى إلى وَدَّان صَادِقَةُ الوُدِّ

إلى هَا هُنا عَهْدُ الوَدَاع الّذي به … عَهدْت وما لي بالتَّجلُّد من عَهْدِ

فيا قَلْب أعْوَانٌ عليك كَثِيْرةٌ … وما لكَ من صَبْرٍ عليهنَّ من بُدِّ

وُشَاةٌ وعُذَّالٌ وبرقٌ ودِمْنَةٌ … ألَا قَلَّما أَجدَتْ عليكَ وما تُجْدي

قَرَأتُ في كتاب أدَب الخَوَاصّ، تأليفُ الوَزِير أبي القَاسِم الحُسَين بن عليّ بن الحُسَين بن المَغْرِبيّ (١)، قال: وأنْشَدَنا يَوْمًا - يعنى سَيْف الدَّولَة أبا الحَسَن بن حَمْدَان - في مَجْلِسه القَافِيَّة الّتي أوَّلُها: [من البسيط]

إنَّ الخليْط أجدَّ البَيْن فانْفَرقا


(١) لم يرد في الجزء الأول من كتاب أدب الخواص الذي وصلنا، فهو ضمن الضائع منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>