للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم كأنَّهُ مَرِيْضٌ، فدَخَلْتُ وكُنْتُ أُقبِل أخْمَصَ رجليْهِ، وأمُرٌ وَجْهي عليهما، فحكيتُ لأبي بَكْر بن الخَاضِبَةِ رَحِمَهُ اللهُ، فقال لي: أبشر يا أبا القَاسِم بطُولِ البَقَاءِ، وانْتِشَارِ الرِّوَايَةِ عنك لأحَاديْث النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسِلَّم، فإنَّ تقبيلَ رِجْلِهِ اتِّباعُ أثَره، وأمَّا مَرَض النَّبيِّ صَلًّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَحْدثُ وهْنٌ في الإسْلَام، فما أتَى على هذا الحَدِيْث إلَّا قَليلًا حتَّى وصَل الخبرُ أنَّ الإفْرنج اسْتَولَت على بَيْت المَقْدِس.

وقال أبو سَعْدٍ: سَمِعْتُ أبا العَلَاء الحَسَنَ بن أحْمَد العَطَّار المُقْرِئَ بهَمَذَان يقُول: ما أَعْدِلُ بأبي القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ أحدًا من شُيُوخ خُرَاسَان والعِرَاق.

قال أبو سَعْد: وسَمِعْتُ مَنْ أثق به أنَّ شَيْخنا أبا شُجَاعَ عُمَر بن أبي الحَسَن البِسْطَاميِّ كان يَقُول: أبو القَاسِم بن السَّمَرْفَنْديّ أُسْتاذُ خُرَاسَانَ كُلِّه والعِرَاق.

أنْبَأنَا زَيْن الأُمَناءَ أبو البَرَكات الحَسَن بن مُحَمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم (١)، قال: إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن عُمَر بن أبي الأشْعَث، أبو القَاسِم بن أبي بَكْر السَّمَرْقَنْديّ، وُلِدَ بدِمَشْق وسَمِعَ بها أبا بَكْر الخَطِيبَ، وأبا الحَسَن بن أبي الحَدِيْد، وأبا نَصْر بن طَلَّاب، وعَبْد العَزِيْز الكَتَّانيِّ، وعَبْد الدَّائم القَطَّان، وأبا العبَّاس بن قُبيس، وغيرهم.

ثُمَّ خَرَجَ إلى بغدَاد فاسْتَوْطَنها إلى أنْ ماتَ بها، وأدْرك بها إسْنَادًا حَسَنًا، وسَمعَ بها أبا الحُسَين بن النَّقُّور، وأبا مَنْصُور بن غالب العَطَّار، وأبا القَاسِم بن البُسْرِيّ، وجَمَاعَةً سِوَاهُم من أصْحَاب المُخَلِّص فَمن دُونهم، وكان مُكْثرًا ثِقَةً، صاحب نُسَخٍ وأُصول، وكان دَلَّالًا في الكُتُب. وسَمِعْتُه غير مَرَّة يقُول: أنا أبو


(١) تاريخ ابن عساكر ٨: ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>