للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَهُم (١): أنَّ اللّهَ عزَّ وجلَّ أمر يَحْيَى بن زَكَرِيَّاء خمسٍ كَلِمَاتٍ يَعْملُ بهنَّ، ويأمر بني إِسْرَائيل أنْ يَعملُوا بهنَّ، قال: فكان يُبْطئ بهنَّ، فقال لهُ عِيسَى: إنَّك أُمْرتَ بَخْمسِ كَلِماتٍ تعْملُ بهنَّ وتأمُر إِسْرَائيل [أنْ] (a) يَعْملوا بهنّ، فإمَّا أنْ تأمَرهُم بهنّ وإمَّا أنْ أقُوم فآمرهم بهن. فقال يَحْيَى: إنَّك إنْ تَسْبقْني بهنَّ أخَافُ أنْ أعذّبَ، أو يُخْسَف بي، فَجَمَع بَنِي إِسْرَائيل في بَيْتِ المَقْدِس حتَّى امتلأ المَسْجِدُ وحتَّى جلَس النَّاسُ على الشُّرُفاتِ، فوعظَ النَّاسَ، ثمّ قال: إنَّ اللّه أمَرَني بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْملُ بهنّ وآمُرُكم أنْ تَعملوا بهنّ: إنَّ أوَّلَهن أنْ لا تُشْركوا باللّه شيئًا، فإنَّ مَنْ أشْركَ باللّه مثَلُهُ كمثَل رَجُل اشْترى (b) عَبْدًا من خالص مالهِ بذَهَب أو وَرِقٍ ثمّ قال له: هذه دَاري وعَمَلي فاعْمل وأدِّ إليَّ عملكَ، فجعَل يَعْمَلُ ويُؤدِّي عملَهُ إلى غير سيِّده، فأيُّكمُ يُحبُّ أنْ يكونَ له عَبْدٌ كذلك، يُؤدِّي عملَهُ لغيرِ سيِّده؟! وإنَّ اللّهَ هو خَلَقَكُم ورَزَقكم فلا تُشْرِكوا بهِ شيئًا.

ثُمَّ قال: إنَّ اللّهَ أمركم بالصَّلاةِ، فإذا نَصَبْتُم وُجُوهكمُ فلا تلْتَفتُوا؛ فإنَّ اللّه عزَّ وجلَّ ينصبُ وجهَهُ لوَجْهِ عبدِهِ حينَ يُصَلِّي له، فلا يصرفُ وَجْهَهُ عنه حتَّى يكونَ العَبْدُ هو يَنْصرف.

وأمَرَكُم بالصِّيام، فإنَّ مثَلَ الصَّائِم كمثلِ رَجُل معَهُ صُرَّةُ مسْكٍ وهو في عِصَابَةٍ ليسَ مع أحدٍ منهم مسْكٌ، فكُلّهُم يَشْتَهِي يجدُ رِيْحَها، فإنَّ فَمَ الصَّائِم أطْيَبُ عند اللّهِ من رِيْح المسْكِ.


(a) إضافة من ب والطَّبرانيّ في الكبير، وأشَّر ابن العديم على الكلمة بعده بكتب "صـ"، فوقها.
(b) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>