للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ قال (١): وظَاهِر البَلَدِ نَهْرٌ يُعْرفُ بالمَقْلُوب، يأْخُذُ من الجَنُوب إلى الشَّمَالِ، وهو مثلُ نَهْر عِيسَى، وعليه رَحَىً، يَسْقي البَساتِيْن والأراضي.

وقال أبو العبَّاسِ أحمد بن إبْرَاهِيْم الفارِسيّ الإصْطَخْرِيّ، في كتاب صِفَة الأقالِيْم (٢): أَنْطاكِيَة، وهي - بَعْد دِمَشْق - أنْزَهُ بلَد بالشَّام، عليها سُور صَخْر يُحيط بها وبَجَبل مُشْرف عليها، فيه مَزَارِع ومياه (a) وأشْجَار ومَراعٍ وأرْحِيَة، وما يَسْتَغِلُّ (b) به أهلُها من مَرافِقها، يُقال: إنَّ دَوْر السُّور للرَّاكب يومين، وتَجْري مياهُهُم في دُوْرهم وسِكَكهم، وبها مَسْجِد جامِع (c)، وبها ضِيَاع وقُرَىً ونواحي خِصْبَة جدًّا.

وقَرَأتُ في كتاب ابن حَوْقَل النَّصِيْبيِّ (٣)، قال: والعَوَاصِم اسْم النَّاحِيَة، وليسَ بمَدِينَةٍ تُسَمَّى بذلك، وقَصَبَتها أَنْطاكِيَّة، وهي - بَعْد دِمَشْق - أنْزَهُ بَلَدٍ بالشَّام، وعليها إلى هذه الغايةِ سُور من صَخْرٍ يُحيط بها، وجبل (d) مُشْرفٍ عليها، فيه لهم مَزَارِع ومَراعي وأشْجَار وأَرحِيَة، وما يَسْتَغلُّ (e) بها أهلُها من مرافقها.

ويقال: إنَّ دَوْر السُّور للرَّاكب يَوم واحد. وتَجْري مياهُهُم في أسْواقهم ودُورهم وسِكَكهم ومَسْجِد جامعهم. وكان لها ضِيَاع وقرىً ونواحي خِصْبَة حَسَنة، اسْتولَى عليها الرُّوم، وكانت قد اختلَّت قبل افْتتاحها في أيْدِي المُسْلِمِيْن، وهي أيضًا في أيْدِي الرُّوم أشدّ اخْتلالًا، وفتَحَها الرُّوم في سَنَة تسعٍ وخَمْسين وثَلاثِمائة.


(a) لم ترد في نشرة الإصطخري.
(b) ك: يشتغل، الإصطخري: يستقل.
(c) الإصطخري: تجري مياههم في … ومسجد جامعهم.
(d) ابن حوقل: وبجبل.
(e) ك: يشتغل، ابن حوقل: يستقلّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>