للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَقْرأُ القُرْآن. مَضَى لسَبيلهِ وهو يتَبَسَّم كالغائب يَقْدم على أهْلِهِ، وكالمَمْلُوك المُطِيع يرْجع إلى مَالكهِ، ودُفِنَ رَحْمَةُ اللّه عليه غَد لَيْلَته (a) يَومِ الأرْبَعَاء بجَبَل طَبَرْك بقُرب الفَقِيهِ مُحَمَّدِ بن الحَسَن (b) الشَّيْبَانِيّ صَاحب أبي حَنِيْفة، بجَنْبِ قَبْر أبي الفَتْح عَبد الرَّزَّاق بن مَرْدَك، رحمَهُم اللّه.

أنْبَأنَا سُليْمانُ بن الفَضْل بن سُلَيمان، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي مُحَمّد (١)، قال: حَدَّثَنَا أبو مُحَمّد عُمَر بن مُحَمَّد الكَلْبيّ، قال: وجدْتُ عليّ ظَهْرِ جُزءٍ: ماتَ الشَّيْخُ الزَّاهِدُ أبو سَعْد إسْمَاعِيْل بن عليّ بن الحُسَين السَّمَّان وقْت العَتْمَة من ليلَة الأرْبَعَاءِ الرَّابِع والعشرين من شَعْبان سَنَة خَمْس وأرْبَعين وأرْبَعِمائة، شَيْخُ العَدْليَّةِ (٢) وعالِمُهم، وفقيهُهُم، ومُتَكلِّمُهم، ومُحَدِّثُهم، وكان إمَامًا بلا مُدَافَعَة في القِرَاءَات، والحَدِيْث، ومَعْرفَة الرِّجال، والأنْسَاب، والفَرَائِض، والحسَاب، والشُّرُوط، والمقدُورات (c)، وذَكَرَ كَلَام ابن مَرْدَك الّذي نَقَلْتُهُ من خَطِّ الزَّمَخْشَرِيّ إلى آخره.

أنْبَأتْنا زَينبُ بنتُ عبد الرَّحْمن بن الحَسَن الشَّعْرِيّ، قالت: أخْبَرَنا أبو القَاسِم محمُود بن عُمَر الزَّمَخْشَرِيّ، وقَراتُهُ بخَطِّ الزَّمَخْشَرِيّ على النُّسْخَة الّتي بخَطِّه من مُعْجَم السَّمَّان، والنُّسْخَة مَوقُوفَةٌ على تُرْبَة الإمَام أبيِ حَنيْفَة رَضِيَ اللهُ عنهُ بَغْدَاد، وصُورة ما شَاهدتُه بخَطِّ الزَّمَخْشَرِيّ: نُسْخَةُ كتاب وصِيًّةٍ نَقَلتُها من خَطِّهِ:

هذا ما أوْصَى إسْمَاعِيْلُ بنُ عليّ بن الحُسين السَّمَّان، المَعْرُوفُ بأبي سَعْد، في صِحَّةٍ من (b) عَقْله وبَدَنه وجَواز أمْره، وذلك في شهر رَبيع الآخر من سَنَة


(a) ب: ليلة.
(b) ب: الحُسَيْن.
(c) كذا في الأصل وب ومثله في تاريخ ابن عساكر، وتقدمت: المقدرات.
(d) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>