للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَلاثٍ وأرْبَعين وأرْبَعِمائة، وهو يَشْهَدُ أنَّ لا إلَه إلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، يُحْيي ويُمِيتُ، بيدَه الخَيْرُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَدِير، ويَشْهَدُ أنَّهُ تعالَى وَاحدٌ لا ثاني له في الأزَلِ، وأنَّهُ قادِرٌ لذاتهِ، عَالِم لذاته، حَيٌّ، سَمِيعٌ، بَصِيْرٌ، غَنيٌّ فيما لم يَزَل ولا يزال، وأنّه لا يُشْبهُ الأجْسَامَ ولا الأعْرَاض، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١)، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٢). ويَشْهَدُ أنَّ أفْعَالَهُ كُلَّها حَسَنَةٌ، وأنّهُ مُنَزَّهٌ عن فعْلِ القَبائِح، وأنَّهُ تعالَى لا يُريدُ المَعاصِي، ولا يَشَاؤُها، ولا يَرْضاها، ولا يَخْتارها، ولا يُحبّها، ولا يُكلِّفُ العِبَادَ ما لا يُطِيقُونَهُ، ولا يُعَذِّب أحدًا بذَنبِ غيره، وأنَّهُ مُتَكبِّر عن ظُلْم عَبِيْده، صَادِقٌ في جميع وَعْده ووَعِيْده.

ويَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُ الله ورسُولُه، صَلَواتُ الله عليه، وصَلواتُ مَلَائِكته، ويَشْهَدُ أنَّ المَوْتَ حَقٌّ، والحِسَابَ حَقٌّ، والجَنَّة حَقٌّ، والنَّار حَقٌّ، وأنَّ {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (٣).

وأنَّ صَلَاته ونُسكَهُ، ومَحْياهُ ومَمَاتَهُ، لله رَبّ العالَمِين، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرَ، وهو من المُسْلمِيْن، وأنَّهُ قد رَضِي باللهِ ربًّا، وبالإسْلَام دِيْنًا، وبمُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وعلى آلهِ نَبيًّا، وبالقُرْآن إمامًا، وبالمُسْلمِيْن إخْوانًا، على ذلك حَيِيّ، وعليه يَمُوتُ، وعليهِ يُبْعَثُ حيًّا إنْ شَاءَ اللهُ.

وأوْصَى مَنْ خَلَّفَ بَعْدَهُ أنْ يَعْبُدوا الله في العَابِدِينَ، وأنْ يَحْمَدُوه في الحَامِدينَ، وأنْ ينصَحُوا لجَمَاعَة المُسْلمِيْنَ، وأنْ لا يَمُوتُنَّ إلَّا وهم مُسْلِمون.

وأوْصَى أنَّهُ إذا حَدَثَ به حَدَثُ المَوْت - الّذي جَعَلَهُ اللهُ عَدْلًا بين عِبَادِه،


(١) سورة الشورى، من الآية ١١.
(٢) سورة الأنعام، الآية ١٠٣.
(٣) سورة الحج، الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>