للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو أتَاهُ هجودُهُ وشِفَاهُ … كان يَشْتَاقُ سُقْمَهُ وسُهَادَهْ

أَلِفَ الهَمَّ والكَآبةَ حتَّى … لو أتَاهُ سُرُورُهُ ما أَرَادَهْ

ليسَ ذا قَسْوَةً ولكنْ مُرادِي … أنْ ينال الحبَيْبُ منِّي مُرادَهْ (a)

إنْ حُرمْتُ الوِصالَ منهُ حَيَاةً … فلعلِّي فيهِ أنَالُ الشَّهَادَهْ

يا رَشِيْقَ القَوَام أخْجَلْتَ بالبَا … ب نَثنّي غُصُونهِ المَيَّادَهْ

قد سلَبْتَ الفُؤَادَ والطَّرْفَ جَمعًا … ذا سُوَيدَاءَهُ وذاكَ سَوَادَهْ

هل تُرَى فيهما تكوَّن صُدْغَا … كَ فخطَّا على العِذَارِ مِدَادَهْ

قُلْ لنبل القِسِيّ ما أنْتَ إلَّا … عندَ لَحْظ الحَبِيْب شَوْكُ القَتَادَهْ

ولقُرْبِ السُّيُوف أنتِ جُفُونٌ … لعُيُونٍ قُدُودَنَا قَدّادَهْ

ولسُمْرِ الرِّمَاح ما نِلْتِ شِبْهًا … بقَويْمِ القَوَام يا مَيَّادَهْ (b)

ولغَيْثِ السَّحَاب سُحْقًا فباقي … كأسِنا قد أَبَانَ فيكَ الزَّهَادَهْ

أنْتَ تسقِي وتَحْجُب البَدْر عنَّا … وَهْوَ يَسْقِي وبَدْرُهُ في زيادَهْ

منْطَقَتْهُ العُيُون حُسْنًا ولولا … خَشْيَةٌ من سَنَاهُ كُنّ قَلَادَهْ

ونَقَلتُ هذه الأبياتَ الدَّالِيَّةِ من خَطِّ الأَمِير حُسام الدِّين أبي بَكر مُحَمَّد بن مُرْهَف بن مُرْهَف بن أُسامَة بن مُنْقذ للأمِيْر جَمال الدِّين إسْمَاعِيْل ابن الأَمير سَيْف الدَّوْلَة مُبَارَك بن مُنقِذ، وذَكَرَ أنَّهُ سَمعَ منه هذه الأبيات، ونَقَلْتُ من خَطِّه من شِعْر ابن عَمّه إسْمَاعِيْل المَذْكُور: [من الرجز]

ظُبَى اللّحاظ وَهْيَ في أجْفَانِها … قد قُتِل الإنْسانُ من إنْسَانِها

مَشهُورةٌ قَتلَتُها مَشْهُورةٌ … فكيفَ تُردِي وَهي في أجْفَانِهَا

أسْدُ الحَمى وإنْ غَدَتْ فاتكةً … تَفِرُّ بعْدَ البأسِ من غزْلَانها

لو لم تكُن رِمَاحُها قُدُودَهَا … ما كانتِ الألْحاظُ من خرصَانِها


(a) ب: ما أراده.
(b) سقط هذا البيت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>