صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يقُول: ليلَة أُسْرِي بي إلى السَّماءِ رأيتُ قُبَّةً بَيْضَاءَ لم أرَ أحْسَنَ منها، وحَوْلها قِبَابٌ كَثْيِر، فقُلتُ: ما هذه القِبَاب يا جِبْرِيل؟ قال: فقال: هذه ثُغُور أُمَّتِكَ، فقُلتُ: ما هذه القُبَّة البَيْضاءُ؛ فإنّي ما رَأيتُ أحسَنَ منها؟ قال: هي أَنْطاكِيَة، وهي أُمُّ الثُّغُور، فَضْلُها على الثُّغُور كفَضْل الفِرْدَوْس على سَائر الجِنَان، السَّاكنُ فيها كالسَّاكِنِ في البَيْت المَعْمُور، يُحْشر إليها أخْيار أُمَّتكَ، وهي سجنُ عالَمٍ من أُمَّتكَ، وهي مَعْقِلٌ ورِباط، وعِبادَةُ يومٍ فيها كعبادَةِ سَنَةٍ، ومَنْ ماتَ بها من أُمَّتِكَ كَتَبَ اللهُ له يَوم القِيامَةِ أجْرَ المُرَابِطْين.
وقَرَأتُ في كتاب البُلْدان وفُتُوحها وأحْكَامها؛ تأليفُ أحْمَد بن يَحْيَى بن جَابر البَلاذُرِيّ (١)، قال: حَدَّثَني مُحمَّد بن سَهْم الأنْطاكِيّ، عن أبي صَالِح الفَرَّاء، قال: قال مَخْلَد بن الحُسَيْن: سَمْعِتُ مشايخَ الثَّغْر يَقُولُونَ: كانت أَنْطاكِيَة عَظِيمَة الذِّكْرِ والأمْر عند عُمَر وعُثْمان رحمهما اللهُ.
أنْبَأنا أبو الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمن بن عَبْدِ الوهَّاب بن صالح المُعَزّمِ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر هِبَة الله بن الفَرْخ ابن أُختِ الطَّويل، قال: أخْبَرنا أبو الحَسَن عليّ بن الحَسَن بن عليّ المُحَكِّميّ، قال: حَدَّثَنا أبو الحَسَن عليّ بن أحمد بن مُحمَّد بن سُلَيمان بن كَامِل الكَرَابِيْسِيّ البُخارِيّ، قال: حَدَّثَنا أبو عَبْد اللهِ مُحمَّد بن مُوسَى، قال: حَدَّثَنا أبو جَعْفَر هارُون بن إبْرَاهِيْم بن عِيسَى بن المَنْصُور أَمِير المؤمِنِين الهاشِميّ ببَغْدَاد، قال: حَدَّثَنا إبَراهِيْم بن الحَسَن الأنْطاكِيّ والرَّبْيِع بن ثَعْلَب، قالا: حَدَّثَنا رَبيعُ بن جُمَيْع، عن الأَعْمَش، عن بِشْرِ بن غَالِبٍ، قال: