للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَلِكْشاه برز تاج الدَّوْلَة تُتُش في شَهْر رَبيع الأوَّل من سَنَة سَبْعٍ وثَمانين، وخَرَج معهُ خَلْقٌ من العَرَب، ولَقِيَهُ عَسْكَرُ أنْطَاكِيَة بالقُرْبِ من حَمَاة مع يَغِي سغَان (a)، وسار تاجُ الدَّولَة، وقَطَع العَاصِي في شَهْر رَبيع الآخر من السَّنَة (b)، ورَعى عَسْكَره الزِّرَاعَات، ونَهَب المَوَاشِي وغيرها.

واتَّصَل الخَبَرُ بآقْ سُنْقُر وهو بحَلَب، وكاتَبهُ السُّلْطانُ بَرْكْيَارُق وخَطَبَ له بحَلَبَ، فجَمَع وحَشَد، واسْتَنْجَدَ بمَن يُجَاوره، فوصَل إليه كَرْبُوقَا صَاحِب المَوْصِل، وبُزَان صَاحب الرُّهَا، ويُوسُف بن أَبَق (c) صاحب الرَّحْبَة في أَلفي فَارِس وخَمْسِمائَة فارس، مُنْجِدين قَسِيمِ الدَّوْلَة على تُتُش، وحصَل الجميع بحَلَب، ووَصَل تاج الدَّوْلَة تُتُش إلى الحَانُوتَة، ورَحَلَ منهِا إلى النَّاعُورة (١)، وأغارت خَيْلُه على المَوَاشِي بالنُّقْرَة، وأحْرَقُوا بعض زَرْعها، ورَحَلَ من النَّاعُورَة قَاصِدًا نَحْر (d) الوَادِي؛ وَادِي بُزَاعَا، فتهيَّأ آقْ سُنْقُر للقائه، والخُرُوج إليه، واسْتَدعى مُنَجِّمًا ليأخُذ له الطَّالع فحضَر عندَهُ واخْتَار له وَقْتًا، وقال: تَخْرُج السَّاعَة، فرَكب ومعه النَّجْدَةُ الّتي وَصَلته، وجَمَاعَةٌ كَثِيْرة من بني كِلَاب مع شِبْل بن جَامِع ومُبَارَك بن شِبْل، وكان أطْلَقهما من الاعْتِقَال، ومُحَمَّد بن زَائِدَة، وجَمَاعَة من أحْدَاث حَلَب، والدَّيْلَم والخُرَاسَانيَّة، في أحْسَن زيّ، وأكْمَل عُدَّة. وقيل: إنَّهُ قُدّر عَسْكَره بعشرين ألف فارس، وقيل: كان يَزِيدُ عن ستّة آلاف، وقصدَ تاج الدَّولِة يَوْم السَّبْت (e) التَّاسع من جُمَادَى الأُوْلَى من السَّنَة، وقَطَع آقْ سُنْقُر سَوَاقي نَهَر سَبْعِين قَاصِدًا عَسْكَر تُتُش، فأقامُوا على حالهم، وكان أوَّلَ من بَرَز للحرْب آقْ سُنْقُر، فالْتَقَى الفَرِيْقان.


(a) ب: يغي شغان.
(b) ب: السنة المذكورة.
(c) أشتبه رحمها على ناسخ ب، فكتبها بالنون وتحتها نقطتان: أنق.
(d) ب: نحو.
(e) قوله: "يوم السبت" ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>