للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها. وليس الأمْر كذلك، بل ضَرَب رَقَبته عَقِيب الكَسْرة بسَبْعِين، أو كَارِس، ورُوْمِي بن وَهْب حَكَى له صُوْرة قَتْله، لا أنَّهُ كان بحَلَب، والّذي قَتَله تاج الدَّوْلَة صَبْرًا بحَلَب هو بُزَان صَاحِب الرُّهَا، وكان انْهزَم في هذه الوَقْعَة إلى حَلَب. فلمَّا دَخَلَها تاجِ الدَّوْلَة أحْضَره وقَتله، وقيل: بل أسَرَهُ وحَمَله إلى حَلَب فقتَلَهُ على ما نَذْكرهُ في تَرْجَمَتِهِ (١) إنْ شَاءَ اللَّهُ تعالَى.

وقال: بقي قَسِيم الدَّوْلَة في قَبْره من سَنَة (a) خَمْسٍ وثَمانين إلى سَنَة ستٍّ وعشرين. وهذا طُغْيَان من القَلَم، فإنَّ قَسِيم الدَّوْلَة قُتِلَ سَنَة سَبْعٍ وثمانين، وقد ذَكَرهُ كذلك.

وقال: عمَّر -يعني ولده زَنْكِي- لهُ مَدْرَسَةً، ووَقَفَ عليها ضَيْعَتين. والمَدْرَسَة لم يُعمِّرِها زَنْكِي، بل عمَّرها سُليْمان بن عَبْد الجَبَّار بن أُرْتُق، وابْتدأ في عمارتها في سَنة سَبْع عَشرة، واسْمُه وتاريخ عِمَارتها (b) على جِدَارها، لكنَّ قسِيمَ الدَّوْلَة آقْ سُنْقُر لمَّا قُتِلَ دُفِنَ إلى جانب مَشْهَد قَرَنْبِيَّا بالقُبَّة الصَّغيرة المَبْنِيَّة بالحَجِارَة من غَرْبيّ المَشْهَد، وكان قَسِيمُ الدَّوْلَة بني مَشْهَدَ قَرَنْبِيَّا لمنامٍ رَآهُ بعض أهْل زَمانهِ، ووَقَف عليه وَقْفًا، فدُفِنَ إلى جَنْبه، وعَمر على قَبْره تلك القُبَّة. فلمَّا مَلَك زَنْكِي حَلَب آثَرَ أنْ يَبْني لأبيهِ مكانًا ينقُله إليه، وكانت المَدْرَسَةُ بالزَّجَّاجِين لم تتمّ، وكان شَرَفُ الدِّين أبو طَالِب بن العَجَمِيّ هو الّذي يتولَّى عِمارَة هذه المَدْرسَة، فأشار على زَنْكِي أنْ يَنقُل أَباه إليها فنَقَله، وتَمَّم عِمارَة المَدْرَسَة، ووَقَف على مَنْ يَقْرأ على قَبْره القَرْيَة المَعْرُوفة بشَامَر (٢)، وهي جَارِيَة إلى الآن، وأمَّا كَارِس الّتي هي وقْفٌ


(a) ساقطة من ب.
(b) من قوله: "في سنة سبع عشرة. . . " إلى هنا ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>