للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ثُمَ خَرَجَ - أي عماد الدِّين المَوصِليّ - من حَلَب إلى مِصْر حينَ وصلَ التَّتَارُ إلى بلادِ الرُّوم سَنَة أرْبعين وسِتِّمائة، وكنتُ بمِصْر في هذه السَّنَة، وهو بها، وحَدَّثَ بها عن شَيْخنا أبي هاشِم المَذْكُور، وعُدتُ إلى حَلَب وهو بالدِّيَار المِصْرِيَّة".

وسافرَ إلى مِصْر في السَّنَة الَّتي تَليها، وتَحْديدًا في شهر رَبيع الأوَّل من سَنة ٦٤١ هـ، مرسَلًا في مَهمَّةٍ رَسْميَّةٍ لَم يُفْصِحْ عن ماهيَّتِها، ولعلَّها كسَابقَتها، ذكَرَ ذلك عَرَضًا في ثنايا تَرْجَمتين من كتابِه البُغْيَة، ولم يُشِرْ إلى سَفْرتِه هذه في مُخْتَصره الزُّبْدَة (١)، ففي تَرْجَمَة القَاضِي خَلِيل بن عليّ بن الحُسَين بن علي، أبي عليّ الحَمَويّ الحَنَفيّ، يقول (الجزء السَّابِع):

"تُوفِّي القَاضِي نَجْمُ الدِّين أبو عليّ خِليل قاضي العَسْكَرِ فجأةً يَوْم الثّلاثَاء بعد العَصْرِ سَلْخ صَفَر من سَنَةِ إحْدَى وأرْبَعين وسِتِّمائة، ودُفِنَ ضَحْوَةَ يَوْم الأرْبَعَاء، ووَصَلْتُ إلى عَذْرَاء لَيْلَة السَّبْت الرَّابِع من شَهْر ربيع الأوَّل مُتَوَجِّهًا إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة في رِسَالَةٍ، فَخَرجَ إليَّ من دِمَشْق مَنْ أخْبَرَني بوَفَاتهِ على الوَجْه المَذْكُور".

وفي تَرْجَمَةِ رَاجِح بن أبي بَكْر بن إبْراهيم بن مُحَمَّد، أبي الوَفَاء العَبْدَرِيّ القُرَشِيّ المَيُّورْقِيّ (الجزء الثَّامن):

" … إلى أنْ كَسَرَ التَّتَارُ مَلِكَ الرُّوم غِيَاثَ الدِّين، فخَاف - أي الميُّورْقيّ - من التَّتَارِ، وخَرَجَ من صَلَبَ في سَنَةِ إحْدَى وأرْبَعين وستِّمائة، وتَوَجَّه إلى الدِّيَارِ المِصْرِيَّة، ورَافقتُهُ من دِمَشْق إلى مِصْر، وكُنْتُ إذ ذاكَ قد سُيِّرتُ رَسُولًا إلى مِصْر".

وسَيَّرهُ المَلكُ النَّاصِر إلى مِصْر في عام ٦٤٣ هـ برسالةٍ إلى السُّلْطانِ نَجْمِ الدِّين أيُّوب صاحبِ مِصْر، وعند عَوْدتِه إلي حَلَب، اصْطَحبَ معه ابنَ سَعِيد الأنْدلسُيّ،


(١) يقف كتابه زبدة الحلب عند أحداث سنة ٦٤١ هـ ولم يذكر من أحداث هذه السنة إلا اليسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>