للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان قد الْتَقاهُ في القَاهِرة في شَهْر ربيع الأوَّل سَنة ٦٤٣ هـ (١)، وارْتَحلَ عن مِصْر قافلًا إلى الشَّام في سَنَة ٦٤٤ هـ (٢).

وذكَرَ ابنُ العَدِيْم جانبًا من غَرَضِ سِفارتِه هذه، وذلك في ثنايا تَرْجَمَةِ المَلِك الصَّالِح إسْماعِيْل بن مُحمَّد بن أيُّوب، عند ذِكْر خَبَرِ اسْتيلاءِ ابنِ أخيه المَلِك نَجْم الدِّين أيُّوب على دِمَشْق، وأخْذِها من يَده، قال بعد ذِكْرِ أحْداثٍ وَقَعَتْ للمَلِكِ الصَّالِح إسْماعِيْل (الجزء الرَّابع):

"وخافَ إسْمَاعِيْلُ فاتَّفَقَ مع الفِرنْج. وسيَّرَ المَلِك المَنْصُور إبْراهيم بن شِيرْكُوه صاحب حِمْص مُقدَّمًا على عَسْكَره إلى غَرَّة ومعه الفِرِنْجُ، وبها عَسْكَرُ مِصْرَ، فالْتَقَى الجَيْشانِ، فانْهَزَمَ المَلِكُ المَنْصُورُ والفِرنْجُ، وتقدَّمَ العَسْكَرُ المِصْرِيُّ بعد ذلك إلى بَيْسَان، وتحالَفَ المَلِكُ الصَّالِحُ أيُّوب، والسُّلْطانُ المَلِكُ النَّاصِر يُوسُفُ ابن المَلِك العَزِيز صاحبُ حَلَب، ونَزَلَ العَسْكَرُ المِصْرِيُّ ومُقَدَّمُه الوَزِيرُ مُعِيْنُ الدِّين ابن الشَّيْخ ابن حَمُّوْيَه مُحَاصِرًا دِمَشْق، ووصَلَتْ إليه نَجْدَةُ حَلَب، وكنتُ أنا الرَّسُولَ إلى مِصْر في المُحَالَفة، ففَتَحَ العَسْكَرُ المِصْرِيُّ دِمَشْقَ، وسلَّمَها الصَالِحُ إسْمَاعِيْل إلى ابنِ الشَّيْخ ومَضَى إلى بعلَبَك … ".

وسافرَ ابن العَديم إلى مِصْر في سَنَة ٦٤٤ هـ، ولَم تكنْ سِفارتُه في هذه المرَّةِ بغَرضِ التَّحالُفِ ضَدَّ المَلِكِ الصَّالِح إسْماعِيْل، بل ليَشْفَعَ في إسْماعِيْلَ عندَ صاحبِ مِصْر، بعد أنْ طَرَحَ نفْسَهُ على المَلِكِ النَّاصِر يُوسُف، وإسْماعِيْلُ هو خالُ أبيه المَلِكِ العَزِيز، قال ابنُ العَدِيْم في تَرْجَمَة إسْماعِيْلَ أيضًا (الجزء الرَّابع):

"وهَرَبَ المَلِكُ الصَّالِحُ إسْمَاعِيْلُ، وقَدِمَ إلى حَلَبَ مُسْتَجيْرًا بالسُّلْطانِ المَلِكِ النَّاصِر ابن المَلِك العَزِيز، ومُلْقيًا نَفسهِ إليه فأنْزَله بدَارِ جَمَالِ الدَّوْلَةِ، وجَعَلَ عليه تَوكْيلًا طَلبًا


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٧: ٣٧٣.
(٢) المغرب لابن سعيد (قسم مصر) ١: ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>