للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن عُلْوَان وغيره، عن أبي المُظَفَّر أُسامَة بن مُرْشِد بن عليّ بن مُنْقِذ في ما اخْتَاره من شِعْر أبي عليّ بن المُعَلّم وكَتَبَهُ للرَّشِيْد بن الزُّبَيْر، ووَقَعَ إليَّ أيضًا في جُرء من شِعْر أبي عليّ بن المُعَلّم بخَطِّ أبي المَكَارِم مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن أبي جَرَادَة: [من الكامل]

خُذْ مِن زمانِكَ واغْتَنم إمْكانَهُ … ودَعِ التَّعَلُّلَ والأمَانِيَ جَانِبَا

واصْبِر لأحْكَامِ الزَّمانِ فإنَّها … نُوَبٌ تَجيءُ نَوَائِبًا ومَوَاهِبا

ماذا أفَدْتَ بما جمَعْتَ وما الّذي … أغْنَاكَ صنْعُكَ إنْ بكيتَ الذَّاهِبَا

فتعَمَّدِ الحُسْنَى ومَالِ على التُّقَى … وسُمِ النَّجَاةَ وكُنْ مُجِدًّا طَالِبا

ما مرَّ مرَّ وما تَبَقَّى فُرصَةٌ … وهيَ اللَّيالِي تَسْتَجِدُّ مَذَاهِبا

قَدْ أنْذَرَتْكَ الحادِثَاتُ وبَصَّرتْ … وأرَتكَ فيكَ منَ الزَّمانِ عَجَائِبا

حَالًا تَحُول وعِيْشَةً مَرْبُوبةً … ونَوىً تَشُطُّ وشَعْرَ فَوْدٍ شَائِبَا

فعَلَام تَخْتَالُ اللَّيالِي ضلَّةً … وتَعُدُّ أحْكَامَ الوُجُود نَوَائِبا

فتَغَنَّم الأيَّامَ غيرَ مُرَاجعٍ … أسَفًا ولا مُبْقٍ لديْكَ مَآربا

قالا: وكان له صَدِيْقان تُوفِّيَا في يَوْمٍ واحدٍ، فقال فيهما (١): [من البسيط]

تَقَاسَما العَيْشَ رَغْدًا والرَّدَى رنَقًا … وما عَلِمْتُ المَنَايا قبلُ تُقْتَسَمُ

وحَافَظا الوُدّ حتَّى في حِمَامِهما … وقَلّ ما في المَنَايا تُحْفَظُ الذِّمَمُ

نَقَلْتُ من خَطِّ الرَّئِيس حَمْدَان بن عبد الرَّحيم الأثارِبيّ: لأبي عليّ بن المُعِلّم: [من الطويل]

ومِن عَجَبٍ أَنّي عليْكَ مُحَسَّدٌ … وأنِّي على دَعْوَى هَوَاكَ مُلَامُ

ولَم تُسْلِني الأَيَّامُ عنْكَ بِمَرِّها … ولا كَفَّ من وجْدٍ عليْك مَلَامُ


(١) البيتان في وفيات الأعيان ٦: ٢٠٩ دون عزو، وذكر بعده أنه وجدهما في كتاب جنان الجنان للرشيد بن الزبير وأنه نسبهما لأبي علي الحسن بن أحمد المعلم المعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>