غَرَامٌ على عَهْد الصِّبَا وإلى النُّهَى … وشَوْقٌ على شَيْب العِذَارِ علَامُ
حُلُومٌ تَوَقَّاها الهَوَى وبَقِيَّةٌ … مِنَ الصَّبْر عفَّاها جَوَىً وغَرَامُ
ويُسْتَام رُشْدِي فيكَ لو كُنْتُ وَاجِدًا … سَبِيْلًا إلى ما في هَوَاكَ أُسَامُ
وقَرأتُ بخَطِّ حَمْدَان بن عبْد الرَّحيم في تَعْلِيقٍ له: لأبي عليّ الحَسَن بن أحْمَد بن المُعِلّم الحَلَبِيِّ: [من الكامل]
أَسْتَأثِرُ الحُسْنَى بعَزْمٍ صَادِقٍ … وإذا قَدَرتُ فعَلْتُ فِعْل الجَاهِلِ
لا العِلْمُ رَادِعيَ الغدَاةَ ولا التُّقَى … أبدًا قَرين الإثْم حلْف البَاطِلِ
أتَبَصَّرُ الأمْرَ الجَليَّ وأنْثَني … عنهُ بصُوْرَةِ جَاهِلٍ أو غَافِلِ
وأَلُومُ إنْ بَخِلَ الصِّحَابُ وإنَّني … من بينِهِمْ نفسُ الضَّنِيْنِ البَاخِلِ
يا لَلِرِّجَالِ وللطِّبَاعِ تحكَّمَتْ … فتملَّكَتْ قَوْدَ اللَّبِيْب العَاقِلِ
فدَعِ التَّعَلُّلَ واقْتَبِلْها عَزْمةً … فالسَّيْفُ يقطَعُ عندَ قَصْدِ الحَامِلِ
وتَعَمَّدِ الصُّنْعَ الجَمِيْل مُوَاصلًا … عَمَلَ العَلِيْم بهِ وعِلْمَ العَامِلِ
لا عُذْرَ إنْ أنصَفْتَ نَفْسَك جَاهِدًا … وطلَبْتَ وَاضحَةَ الطَّريق السَّابِلِ
وقَرأتُ بخَطِّه لأبي عليّ أيضًا [من الكامل]
أمَّا غَرَاميَ فَهْوَ حيثُ تَرَيْنَهُ … من سُقْمِ جِسْمي واخْتِلَاف عَوَائدِي
أَصْبُو لعَارِضَة النَّسِيم وأنْثَني … ظمآنَ أشْرَقُ بالزُّلَالِ البَارِدِ
وعَجِبتُ من لَيْلي وزَعْمِي طُولَهُ … عَجَبَ الحُلِّيّ (a) من المُعَنَّى الوَاجِدِ
ما طَالَ لَيْلي فيكِ لكن خَالَفَتْ … حَالُ المُسَهَّد فيهِ حَالَ الرَّاقِدِ
(a) كذا في الأصل، ولعل الصواب: الخَليِّ.