للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُم الصَّدِيْق مسَام نَفْسكَ واقْتصِد … فالأمْرُ أيْسَرُ والمنَيَّة أقْرَبُ

ما أجْهَل الأقْوَام جَدُّوا في السُّرَى … طَلَبًا لمَن لا يُسْتَبان فيُطْلَبُ

وأقَلّ تَوْفِيْق الفَتَى مع طَوْلهِ … لا مَوْردٌ عَذْبٌ ولا مُسْتَعذبُ

فإذا عَجِبْت من الزَّمان وأهْلِهِ … فانْظُر بأمْركَ فالقَضِيَّة أعْجَبُ

تَدْعُو إلى الحُسْنَى وأنْتَ مُجانبٌ … أبَدًا لها ولأهْلِها تَتَجَنَّبُ

فاعْذر أخاكَ وكُن بما هذَّبتَهُ … ورجَوْتَ صَالِحَهُ بهِ يتهَذَّبُ

سِيَّان ما أصْبَحْتُما تَرَيانِهِ … شَرَّقْت وهو على هَوَاه مُغَرِّبُ

ومن شِعْره أيضًا [من الطويل]

خَلِيلَيَّ هَلْ مَاءُ العُذَب كعَهْدِهِ … بَرُودٌ وهَل ظِلُّ الأرَاكِ عَلِيْلُ

وكيفَ أعَالي الرَّملِ منذُ تقابَلَتْ … تَمُرُّ عليه شَمْأَلٌ وقَبُولُ

فقَدْ طَالَ عَهْدِي بالدِّيَارِ وأهْلِها … فعَهْدِي ولَيْلي والسِّقَامُ طَويلُ

قِفَا تَعْلَما صَوْبَ الغَمَام فإنَّني … أميْلُ معَ الأشْوَاق حيثُ تَمِيْلُ

ولا تُنْكِرَا أَنَّ الدِّيَار تَنَكَّرَتْ … فَللِشَّوْق فيها والنِّزَاعَ دَلِيْلُ

رسُومٌ تَبقَّاهَا البِلَى لصَبَابَةٍ … تَراجَعُ فيها أو يُبَلُّ غَلِيْلُ

مَوَاثلُ قد عَرَّى الزَّمانُ عِرَاصَها … فما يخْتَفي سُقْمٌ بها ونحُولُ

فيا سَاكني أرْضَ الحِمَى إنَّ جَوَّهُ … رَطِيْبٌ وإنَّ الرِّيحَ فيْهِ بَلِيْلُ

فما لعُيُونٍ تَجتَلِيْهِ مَرِيْضَةٌ … وما لفُؤَادٍ يَطّبِيْهِ عَلِيْلُ

وما لدُمُوع العَاشِقينَ تَجُوْدُهُ … وأقْذَاؤُهَا طَوْع الغَرَام محُولُ

وممّا نَقَلْتُهُ من الجُزءِ المَذْكُور من شِعره: [من البسيط]

عَلَاقَةٌ تَسْتَجِدُّ الشَّوْقَ عارضَةً … وصَبْوَةٌ تَسْتَزِلُّ الحِلْمَ والرّشَدَا

ظللتُ منها على عِلْم وبَيِّنَةٍ … أرَى الغَوَايةَ رُشْدًا والضَّلَال هُدَى

<<  <  ج: ص:  >  >>