وَسُم الصَّدِيْق مسَام نَفْسكَ واقْتصِد … فالأمْرُ أيْسَرُ والمنَيَّة أقْرَبُ
ما أجْهَل الأقْوَام جَدُّوا في السُّرَى … طَلَبًا لمَن لا يُسْتَبان فيُطْلَبُ
وأقَلّ تَوْفِيْق الفَتَى مع طَوْلهِ … لا مَوْردٌ عَذْبٌ ولا مُسْتَعذبُ
فإذا عَجِبْت من الزَّمان وأهْلِهِ … فانْظُر بأمْركَ فالقَضِيَّة أعْجَبُ
تَدْعُو إلى الحُسْنَى وأنْتَ مُجانبٌ … أبَدًا لها ولأهْلِها تَتَجَنَّبُ
فاعْذر أخاكَ وكُن بما هذَّبتَهُ … ورجَوْتَ صَالِحَهُ بهِ يتهَذَّبُ
سِيَّان ما أصْبَحْتُما تَرَيانِهِ … شَرَّقْت وهو على هَوَاه مُغَرِّبُ
ومن شِعْره أيضًا [من الطويل]
خَلِيلَيَّ هَلْ مَاءُ العُذَب كعَهْدِهِ … بَرُودٌ وهَل ظِلُّ الأرَاكِ عَلِيْلُ
وكيفَ أعَالي الرَّملِ منذُ تقابَلَتْ … تَمُرُّ عليه شَمْأَلٌ وقَبُولُ
فقَدْ طَالَ عَهْدِي بالدِّيَارِ وأهْلِها … فعَهْدِي ولَيْلي والسِّقَامُ طَويلُ
قِفَا تَعْلَما صَوْبَ الغَمَام فإنَّني … أميْلُ معَ الأشْوَاق حيثُ تَمِيْلُ
ولا تُنْكِرَا أَنَّ الدِّيَار تَنَكَّرَتْ … فَللِشَّوْق فيها والنِّزَاعَ دَلِيْلُ
رسُومٌ تَبقَّاهَا البِلَى لصَبَابَةٍ … تَراجَعُ فيها أو يُبَلُّ غَلِيْلُ
مَوَاثلُ قد عَرَّى الزَّمانُ عِرَاصَها … فما يخْتَفي سُقْمٌ بها ونحُولُ
فيا سَاكني أرْضَ الحِمَى إنَّ جَوَّهُ … رَطِيْبٌ وإنَّ الرِّيحَ فيْهِ بَلِيْلُ
فما لعُيُونٍ تَجتَلِيْهِ مَرِيْضَةٌ … وما لفُؤَادٍ يَطّبِيْهِ عَلِيْلُ
وما لدُمُوع العَاشِقينَ تَجُوْدُهُ … وأقْذَاؤُهَا طَوْع الغَرَام محُولُ
وممّا نَقَلْتُهُ من الجُزءِ المَذْكُور من شِعره: [من البسيط]
عَلَاقَةٌ تَسْتَجِدُّ الشَّوْقَ عارضَةً … وصَبْوَةٌ تَسْتَزِلُّ الحِلْمَ والرّشَدَا
ظللتُ منها على عِلْم وبَيِّنَةٍ … أرَى الغَوَايةَ رُشْدًا والضَّلَال هُدَى