للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَألْتِني عنِ العُلَى وأَهْلِها … فلم أكُنْ يا هَنَتَا بكَاتِمِ

لِلعَرَبِ الفَخْرُ القَدِيمُ في الوَرَى … فأَعْرِضي عن نَبَأ الأعَاجِمِ

هُم الّذينَ سَبَقُوا إلى العُلَى (a) … فَهْوَ لَدَيْهمْ قَائمُ المَوَاسِمِ

وإنَّهُم إنْ نَهَضُوا لغَارَةٍ … شَنُّوا على أُسْدِ الشَّرَى الضَّرَاغِمِ

وزَحْزحُوا كِسْرَاهُمْ عن مُلكِهِ … بالمشْرَفيَّاتِ وباللَّهَاذِمِ (b)

أَنْشَدَنِي القَاضِي شَمْس الدِّين أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة اللَّه بن الشِّيْرَازي بدَارهِ بدِمَشْق، قال: أَنْشَدَنِي مَلِكُ النُّحَاةِ لِنَفْسِه أَبْيَاتًا يَصِفُ فيها امْرأةً، قال: وشَذَّ بَعضُها عن خَاطِري منها (١): [من المنسرح]

جَارِيَةٌ كُلَّما خَضَعْتُ لها … قالَتْ عَدِمْتُ النُّحَاةَ والشُّعَرَا

طَوِيلَة القَدِّ واللِّسَانِ فما … أدْرِي أَأَهْجُو أم أمْدَحُ القِصَرَا

أَحْسَنُ منها عندي مُدَقَّقَةٌ … سَاذِجَةٌ لوْزُها قد انْقَشَرَا

فاللّبَنُ الفَارسِيُّ أضْرَسَنِي … والكَشْكُ في ذَا الدِّيَار قد كَثُرَا

أَنْشَدَنِي الشَّريفُ أبو المَحَاسِن العبَّاسيّ إمْلاءً من لَفْظه، بمَنْزِله بدِمَشْق، قال: أَنْشَدَنِي مَلِكُ النُّحَاةِ لنَفْسِه في عَلَم المُلْك ابن النَّحَّاس، وقد قَدِمَ دِمَشْق رَسُولًا إلى المَلِك العادِل نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي من المِصْرِيِّيْن، فقُتِلَ الصَّالِح بن رُزَّيْك، وبقي عَلَم المُلك ابن النَّحَّاس مُدَّةً بدِمَشْقَ ليسَ له شيءٌ ونُور الدِّين يقُومُ به، فسَألَ في تلك المُدَّة مَلِكَ النُّحَاةِ أنْ جمعَ له مُقدِّمَةً في النَّحو، فَجَمَعَها وأنْفَذَها إليهِ، وكَتَبَ على وَجْهها: [من مجزوء الرجز]

يا عَلَمَ المُلْك افْتَخِرْ … بهذِهِ المُقدِّمَهْ

ولا تَقُلْ فيما أَمَرْ … تُ لِافْتِخَارٍ وَلِمَهْ


(a) ابن عساكر: الندى.
(b) ابن عساكر: اللهازم، واللهاذم: السيوف الماضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>