للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليكَ ابنتَهُ، فما التقَت الخَيْلَان حتَّى ضَرَبتُ فَارِسًا فيهم، وجئتُ إلى أبي وأَرَيْتُهُ الدَّمَ يَقْطُرُ من كُمِّي.

قَرَأتُ في كتاب المَأْثُور في مُلَح الخُدُور، تأليف أبي القَاسِم الحُسَين بن عليّ بن الحُسَين الوَزِير المَغْرِبيّ، ورَأيتُهُ بخَطِّهِ، قال: ومن وَلد أبي الهَيْجَاءِ أبو مُحَمَّد الحَسَن، وأبو الحَسَن عليّ ناصِر الدَّوْلَة وسَيْفُها رَحمَهُما اللَّه، المُتَجَاذِبَان مُلاءَة المَجْدِ، والجَارِيَان على سَاقَة الكَرَم والفَضْل، وفي مَدْحِهما يقُول أبو العبَّاس أحْمَدُ بن مُحَمَّد الدَّارِمِيِّ النَّامِيّ المِصِّيْصيّ رَحِمَهُ اللَّهُ (١): [من الرجز]

بجَبَلَيْ وَائِلٍ ورُكْنَي عِزِّها … وعَارِضَيْ أُفْقِ نداهَا المُنْهَمِلْ

تَوَازنَ القِسْمان في المَجْد اعْتَلَى … تَسَاوِيَ العَيْنَيْن في اللَّحْظ اتَّصَلْ

يا حَسَنُ بنَ المُحْسِنين دَعْوَةً … للمَجْد تُدْعَاهَا وأُخْرَى للوَهَلْ

ويا عليُّ كم دُعَاءٍ بكَ مِن … ثَغْرٍ مَحُوفٍ ورَجَاءٍ مُبْتَهَلْ

هذا مَقَامي بين بَحْرَيْن فلا … ثَمْدًا مَنَحْتُ ظَمَئي ولا وَشَلْ

ذَكَرَ مُحَمَّدُ بن عَبْد المَلِك الهَمَذَانيّ، في كتاب عُنْوَانِ السِّيَر في مَحَاسِن البَدْو والحَضَر (٢)، وقَرَأتُه فيه، قال: ناصِرُ الدَّوْلَة أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن أبي الهَيْجَاء عَبْد اللَّه بن حَمْدَان، لَقَّبهُ المُتَّقِيّ للَّه بهذا اللَّقَب، وهو ثاني من لُقِّبَ في الدَّوْلةِ. ولَقَّبَ أخاهُ أبا الحَسَن سَيْف الدَّوْلَة، ووَلي ناصِر الدَّوْلَةِ إمارَة الأُمَرَاءِ ببَغْدَاد ووَاسِط في سَنَة ثلاثين وثَلاثِمائة، وضَرَبَ دَنَانِيْر سَمَّاها الإبْرِيْزيَّة، وبيْعَ الدُّنْيار منها باثْنَى عَشر دِرْهَمًا، وزوَّجَ ابنَتَهُ عَدَوِيَّة من الأَمِير أبي مَنْصُور ابن المُتَّقِيّ للَّه على صَدَاق تعجَّل منه مائة ألف دِيْنارٍ، وكانت إمارَتهُ ببَغْدَاد ثلاثة عَشَر شهرًا وثلاثة أيَّام.


(١) لم ترد في مجموع شعره.
(٢) قطع تاريخية من كتاب عنوان السير ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>