للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تُسْتَقَالُ، وعَثَراته القَبِيْحَة، فقال له الوَزِير: لا شَكَّ أنَّ الرُّسُومَ الّتي لك لا تَكُفّ ولا تَكْفيّ، وقد تقدَّمْتُ بإضْعَافها لك، فاقْبضها ولا تَغْلَط بعد ذلك.

ونَقَلْتُ من خَطِّ العِمَاد الكَاتِب أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد، وذَكَر [قَوْل] (a) شُعَرَاء العَجَم فيه؛ يَعني في نِظَام المُلْك: إنَّ اللَّه أقامَ الأرْضَ على قرن ثَوْر وملَّكَها الثَّوْر.

أخْبَرَنا أبو هاشِم الصَّالِحِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الكَريم بن أبي بَكْر المَرْوَزيّ، قال: أنْشَدَني كَيْخُسْره بن يَحْيَى بن بَاكِيْرَ الفَارسِيّ من حِفْظه أمْلاهُ عليَّ، قال: أنْشَدَني أبو زَكَرِيَّاء يَحْيَى بنُ عليّ التَّبْرِيْزِيّ للسَّيِّدِ العَلَويّ البَلْخِيّ: [من الوافر]

تَوَلَّى الأرْضَ أَعْجَازٌ لِئَامٌ … وبَادَ سَوَالفٌ كَرُمَتْ وَهَامُوا (b)

كذاكَ الدُّوْرُ إنْ خَرِبَتْ وأقْوَت … تَوَلَّاهُنَّ أصْدَاءٌ وهَامُ

قال عَبْدُ الكَريم: قال لي كَيْخُسْره بن يَحْيَى (c): قال لي أبو زَكَرِيَّاء التَّبْرِيْزِيّ: قال له (d) السَّيِّدُ البَلْخِيُّ: لمَّا أفْضَت الوِزَارَةُ إلى نِظَام المُلْك في حَقِّه (e)، فلمَّا بَلَغَ البَيْتان إليهِ، أرْسَل بي إليهِ، واسْتَأذَنَ في زِيَارته، فأَذِنَ له فزَارَهُ وحَمَل معه بمائة ألف دِرْهَم أغْرَاضًا ودَنَانِيْر، واعْتَذَر إليهِ وكأنَّهُ هَجَاهُ بهذَين البَيْتَيْن، ثمّ تعاهَدَا على أنْ يَعُود على شُغْله في الاسْتِيْفاء، فوَفَيا بالعَهْد إلى أنْ مات.

أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن يَحْيَى بن مَنْصُور الجَنْزِيّ الإمَام يقُول: سَمِعْتُ في حَيَاة وَالدِي رَجُلًا يَقُول: أقامَ وَالدِي في حُجْرة


(a) إضافة ليتسق الكلام.
(b) كُتب في الهامش بخط مغاير لخط المتن: "هام بلا واو؛ وكتابة الواو خطأ".
(c) في الأصل: علي، وتقدم الاسم قبل الشعر صحيحًا، ويأتي كذلك في ترجمة الحسين بن علي الطغرائي (الجزء السادس)، وانظر الوافي بالوفيات ٤: ٣٩٠.
(d) في الأصل: قاله.
(e) كذا ولعل في النقل نقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>