للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحُمِلَ إلى دارهِ الّتي ببَغْدَاد، فجاءَ السّلطان مَلِكشَاه يَتَفَقَّدُهُ ويتَوَجَّع له، فقال له خُوَاجَا: يا سُلْطان العالَم، كَبرْتُ في دَوْلة أبيكَ ودَوْلتكَ، كُنْتَ تَمهَّلْتَ عليَّ فما بَقِيَ مِنْ عُمري إلَّا القليل، أو صَرَفْتَني ولا أمَرْتَ أنْ يُفعَلَ بي هكذا، فأَخْرَجَ السّلطانُ مصْحَفًا في تَقْليدِه، وحَلَفَ لهُ بما فيه أنَّه لَمْ يَأمُر، ولَمْ يَعْلَم ثُمَّ قال: وكيفَ أَسْتَجِيزُ هذا وأنتَ بَرَكَة دَوْلَتي، وبمَنْزِلة أبي، وكان الّذي اتُّهِم بذلك مُتَولِّي الخِزَانَة تَاج المُلْك أبا الغَنائم.

قال ابن مُنْقِذ: حَدَّثَني أبي عنه، قال: فماتَ خُوَاجَا، ومَضَى السّلطان فمات في العَشْر الأَخير من شوّال.

قال: وذُكِرَ أنَّ السُّلْطَان لمَّا ماتَ اجْتَمع مَمَالِيْك خُوَاجَا بَزُرْك، وكانُوا في سَبْعة آلاف مَمْلُوك مُزوَّجيْن إلى سَبْعة آلاف مَمْلُوكة، فقَتَلُوا تَاج المُلْك على ما نَذْكُر في تَرْجَمة تَاج المُلْك (١).

كذا قال ابن مُنْقِذ: أنَّهُ قُتِلَ ببَغْدَاد وحُمِلَ إلى دَارِه الّتي ببَغْدَاد، وهو وَهْمٌ، والصَّحيحُ أنَّهُ قُتِلَ بقُرْب نَهَاوَنْد وهو مُتَوَجِّهٌ إلى العِرَاق.

نَقَلْتُ من كتاب الاسْتِظْهَار في التَّاريخ عِلى الشُّهُور (٢)، تأليف القَاضِي أبي القَاسِم عليّ بن مُحَمَّد السِّمْنَانِيّ، قال: في شَهْر رَمَضان من سَنَة خَمْسٍ وثمانين وأرْبَعمائة قُتِل الشَّيْخُ الكَبير، قَوَام الدِّين، نِظَامُ المُلْك، أبو عليّ الحَسَنُ بن عليّ بن


(١) ترجمته في الجزء العاشر (الكنى): أبو الغنائم تاج الملك.
(٢) كتاب الاستظهار في معرفة الدول والأخبار، تأليف علي بن محمد بن أحمد ابن السمناني الرحبي (ت ٤٩٣ هـ) من الكتب الضائعة، وهو كتاب مرتب على الشهور، نقل عنه ابن العديم في هذا الموضع، كما نقل عنه ابن الفوطي في مجمع الآداب ٢: ٥٧٣، ٥: ٥٤٩، ولم يذكره حاجي خليفة، وسمى له كتابًا آخر عنوانه: العروة لأهل الخلوة والجلوة. كشف الظنون ٢: ١١٣٣ (وأرخ وفاته سنة ٤٩٩ هـ)، وانظر: القرشي: الجواهر المضية ٢: ٦٠٥ - ٦١٠، الزركلي: الأعلام ٤: ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>