للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَوِيّ الرِّوَايَة عنه: فأمّا أبو القَاسِم بن المَغْرِبيّ فإنَّهُ كَتَبَ إلى الحاكِم كتَابًا صَدَّرَهُ بقَوْله (١): [من الطويل]

وأنْتَ، وحَسْبي أنْتَ، تَعْلَم أنَّ لي … لسَانًا أمامَ المَجْد يَبْنى ويَهْدِمُ

وليسَ حَلِيمًا من تُبَاسُ يَمِيْنهُ … فيَرْضَى ولكن مَنْ تُعَضّ فيَحلُمُ

فسَيَّرَ إليه أمانًا بخَطِّه، نُسْخَتهُ (٢):

بِسْمِ الله الرَّحْمن الرَّحِيْم

هذا كتابٌ كَتَبَهُ المنصُور أبو عليّ، الإمَام الحاكِم بأمْرِ الله أَمِير المُؤْمنِيْن ابن الإمَام العَزِيز باللهِ أَمِير المُؤْمنِيْن لحُسَين بن عليّ بن حُسَين المَغْرِبيّ:

أنَّكَ آمِنٌ بأمَان اللهِ ورَسُوله مُحَمَّد المُصْطَفَى، وأبينا عليّ المُرْتَضَى، والأئمَّة من آلِهما مَصَابيح الدُّجَى، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمَان أبينا الأقْرَب نِزَار أبي المَنْصُور العَزيْز بالله أَمِير المُؤْمنِيْن، قَدَّسَ اللهُ رُوْحَه، وصَلَّى عليه: على النَّفْس، والجِسْم، وجميع الجَوَارِح والحَوَاسّ، والمَال، والحال، والأهْل والأقَارب، والأسْبَاب (a)؛ أمَانًا مَاضِيًا لا يُتَعَقَّب بتأوِيْلٍ، ولا يُتْبَعُ بفَسْخٍ ولا تَبْدِيل.

وأنَّ الإمَام الحاكِم بأمْرِ اللهِ أَمِير المُؤْمنِيْن آمنَ حُسَيْن بن عليّ بهذا الأمَان، بعد أنْ تَحقَّق له ذُنُوبًا كبيرةً، وأَجْرَامًا عَظِيمَة، فصَفَحَ عن عِلْمٍ، وتَجاوَزَ عن مَعْرفَةٍ وحِلْم، وجَعَل هذا الأمَان كالإسْلَام الّذى يَمْحُو ما قبْلهُ، ويُمَهِّد الخَيْر لِمَا بَعْدَهُ، فكُلّ سِعَايَةٍ ووِشَايَةٍ، وذَنْبٍ وجَريْمةٍ تُنْسَبُ إلى حُسَيْن بن عليّ هذا، قد


(a) مهملة في الأصل، والإعجام من المقفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>