للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا قال في نَسَبه أيْضًا: الحُسَين بن عليّ بن عبد الصَّمَد، وأسْقَطَ اسْم جدِّه مُحَمَّد! وإنَّما نَقَلَهُ كذلك من المُذَيَّل لأبي سَعْد السَّمْعَانيّ، والصَّحيحُ ما ذَكَرناهُ في أوَّل التَّرْجَمَة.

أنْبَأنَا أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ المَعْرُوفُ بابنِ الأَثِيْر الجَزَرِيّ، قال في تَارِيْخهِ (١): كان الأُسْتَاذُ أبو إسْمَاعِيْل الحُسَين بن عليِّ (a) الطُّغْرَائِيّ الأصْبَهِانِيّ قد اتَّصَل بالمَلِك مَسْعُود فاسْتَوْزَرَهُ، فأشَارَ على جُيُوشْبَك في جميع الجُيُوش لمُحَارَبتِهِ (b)، وبَلَغَ ذلك إلى السُّلْطان مَحْمُود، فأرْسَل إليهِ وإلى أخيهِ مَسْعُود يُرَغِّبهما، ويَعِدُهمُا الإحْسان إنْ عاودا الطَّاعَة، ويتَهَدَّدهُما إنْ أصَرَّا على المَعْصِيَة، فلمِ يَفْعَلا (c)، وسَارا في العَسَاكِر إلى السُّلْطانِ يَنْتَهزان الفُرْصَة بقلَّةِ عَسْكَره وتَفَرُّقهم، فجَمَع مَنْ قَرُب إليه من عَسَاكِره، فبلَغَت عِدَّتهم نحو خَمْس عَشرة ألْف فَارس والْتَقُوا عند عَقَبة أَسَدَابَاذ في رَبِيع الأوَّل من سَنَة أرْبَع عَشرة وخَمْسِمائَة، فدَامَ القِتَال بينهم إلى اللَّيْل، ثمّ انْهَزَم المَلِك مَسْعُود وجُيُوشْبَك ومَنْ معهما، وأُسِرِ جَمَاعَة من أُمَرَاء عَسْكَرهما والأعْيَان، منهم الأُسْتَاذ أبو إِسْمَاعِيْل الطُّغْرَائِيّ وَزِيرِ مسْعُود، فقَتَلَهُ السُّلْطان وقال: قد صَحَّ عندي فسَادُ اعْتِقَادهِ ودِيْنهِ، وكان قد جَاوَز ستِّين سَنَة.

قرأتُ بخَطِّ أبي سَعْد عَبْد الكَريم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، وأخْبَرَنا الشَّريف أبو هاشمِ عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: سَمعْتُ أبا شُجاع كَيْخُسْره بن يَحْيَى بن الحُسَين بن بَاكِيْر الشِّيْرَازيّ يَقُول: قُتِلَ الأُسْتَاذ أبو إسْمَاعِيْل المُنْشِئ في أواخِر سَنَة ثلاث أو أرْبَع عَشرة وخَمْسِمائَة.


(a) في الأصل: إسماعيل، وفوقه "صـ"، ومثله في أصول التاريخ الباهر، وصوبه المحقق بالمثبث.
(b) عبارة التاريخ الباهر: "فاستوزره وأشار بذلك أيضاً، وكان لجيوش بك مع الموصل ولاية أذربيجان فلما شرع في جمع الجيوش بلغ ذلك إلى السلطان مسعود .. ".
(c) ابن الأثير: فلم يرجعا.

<<  <  ج: ص:  >  >>