لِيْهنَ عَقيْلَاتي الكَرائمَ صوْنُها … عن الهُوْن نَصْرٌ واحِدُ العَصْرِ فَرْدُهُ
تمنَّتْ جَوَادًا يَحمِلُ المَدْحَ برهَةً … فهذا أوَانٌ أدْرَكَتْ ما تَودُّهُ
طَوَيتُ بها الأحْيَاءَ حتَّى ورَدْتُهُ … فألفَيْتُهُ كالغَيْثِ للنَّاسِ رفْدهُ
تَفِيْض يَدَاهُ بالسَّمَاحَ سَجِيَّةً … بها كانَ مَعْرُوفًا أبُوهُ وجَدُّهُ
فلا طَرْفَ إلَّا نَحْوَ نُعْماهُ طَامِحٌ … ولا قلبَ إلَّا كَامِنٌ فيهِ وُدُّهُ
جَزَى اللهُ نَصْرًا عن كنَانَةَ خَيْرَ ما … جزَى سَيِّدًا للحمدِ يشْرِيهِ صَمْدُهُ
أنافَ بِها فَخْرًا على النَّجْمِ وَابتنى … لها شَرَفًا يَبْقَى وذلِكَ وكْدُهُ
أقامَ بثَغْرِ الشَّام يَحْميهِ بالقَنَا … وقد فَغَرَتْ أَفْوَاهَها فيه ربْدُهُ
فشَادَ مَنَارَ الدّين بالعَدْلِ والهُدَى … وسَدَّ الّذي أعْيَى على الخَلْقِ سَدُّهُ
وسَاسَ بِهِ اللهُ الأُمُورَ فأصْبَحَتْ … شَوَامِسُها واسْتَنْفَذَ الهَزْلَ جِدُّهُ
فأضحَى الوَرَى في سِيْرَةٍ عُمَريَّةٍ … وأضْحَى بحمدِ اللهِ يُقْرَنُ حَمْدُهُ
وأسْفَرَ وَجْهُ الدَّهْرِ بَعْدَ قُطُوبِهِ … وعَزَّ بهِ الإسْلَامُ واشْتَدّ عَضْدُهُ
أغَرُّ كِريمُ الصَّفْحِ ينسَى وَعيْدَهُ … حياءً ولكنْ نَصْبَ عَيْنَيْهِ وَعْدُهُ
نَهَاهُ النُّهَى أنْ يَحْمِلَ الضِّغْنَ قلبُهُ … لهُ الله مَأْمُونًا على الغَيْظِ حقْدُهُ
قَلَى مالَهُ المحبُوبَ مذْ عَشِقَ العُلَى … فليسَ لشيءٍ ما خَلَا الحمْدَ كَدُّهُ
أرَى الشَّامَ أضْحَى في المَمَالِكِ شَامَةً … بسِرةِ سَعْدِ المُلْكِ أُسْعِدَ جَدُّهُ
جَلَا بضِيَاءِ العَدْلِ نَصْرُ بنُ مُنْقِذٍ … دُجَى الظُّلْمِ عنهُ إذ وَرى فيهِ زَنْدُهُ
وَمَنَّعَهُ بالبِيْض تَعْرى مُتُونُها … وبالبِيْض تغشَى منهُمُ الرَّوْعَ أُسْدُهُ
مِنَ الِ علي بنِ المُقَلَّدِ فِتْيةٌ … بِهِمْ حَلُّهُ في النَّائبِات وعَقْدُهُ
جسُومُهُمُ شَتَّى وأرْوَاحُهُمْ معًا … كما ضَمَّ شَمْل الدُّرِّ في السَّلْكِ عِقْدُهُ
عَلَوْا فكَنَصْرٍ والمُقَلَّدُ مُرْشِدٌ … وسُلْطَان كُلٌّ في العُلَى (a) ليس نِدُّهُ
(a) كتب ابن العديم في الهامش: "ص: الورى".